تعتبر مليكة بلقوادسي، إحدى النساء الرائدات اللواتي تركن بصمة خاصة في قطاع كان حكرا على الرجال، حيث تعد واحدة من النساء الأربع الأوليات اللواتي انضممن إلى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
وتجر مليكة، التي تخرجت من المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، وراءها تجربة طويلة في مختلف المصالح المركزية للمكتب، سواء في دراسة المشاريع أو التخطيط والبرمجة أو الأشغال أو التعاون.
وعينت في يوليوز 2003 مديرة جهوية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء) في مراكش مسقط رأسها، في سابقة من نوعها في تاريخ المكتب.
وقالت مليكة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه خلال مرحلة دراستها بالسلك الثانوي، كان الذكور يهيمنون على دفعتها في شعبة العلوم الرياضية (20 من الرجال مقابل 5 إناث فقط)، كما كانت خلال فترة دراستها بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية الفتاة الوحيدة من أصل 54 طالبا.
وتابعت “اخترت متابعة دراستي في شعبة الهندسة الكهربائية، وهي شعبة كانت حكرا على الرجال ولم تكن تحظى بالكثير من الاهتمام من قبل الفتيات”، مضيفة أنه بعد إكمال مشوارها الدراسي انضمت إلى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وبعدها للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب سنة 1979، وهي السنة التي ستظل محفورة في ذاكرتها، على اعتبار أنها تميزت بدخول أول دفعة من المهندسات لهذا المكتب.
وأشارت السيدة بلقوادسي إلى أنها أجرت، على امتداد مسارها، العديد من التكوينات إضافة إلى مجموعة من التداريب المتخصصة في البيئة بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس، إضافة إلى تدريب بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي حول موضوع تمويل المشاريع.
وخلال مشوارها الذي امتد 15 سنة على رأس المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بجهة مراكش-آسفي، سهرت مليكة بلقوادسي، الحاصلة على شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال المسلمة من قبل مدرسة القناطر والطرق بباريس سنة 2005، على تنفيذ العديد من المشاريع المهمة في مجال التزويد بالماء الصالح للشرب في المدن والمراكز التي تديرها المديرية الجهوية، إضافة إلى تعميم التزويد بهذه المادة الحيوية في المناطق القروية.
كما عملت على إرساء اعتماد المختبر الجهوي لمراقبة جودة المياه “إيزو 17025” وشهادة محطة المعالجة بمراكش إيزو 22000.
وأوضحت أنها نجحت كمديرة جهوية في رفع العديد من التحديات، لاسيما في فترات الجفاف التي تستلزم توفير الإمدادات الكافية من الماء الصالح للشرب للعالم القروي وباقي مدن الجهة، ومواجهة آثار الفيضانات التي شهدتها منطقة إمنتانوت.
وذكرت أن “الفيضانات دفعتنا إلى التفكير في الآليات الكفيلة بحماية الساكنة والمنشآت الفنية”، وكان التحدي يكمن في تعزيز الولوج للماء الصالح للشرب.
وأشارت، في هذا السياق، إلى أن نسبة الولوج لهذه المادة الحيوية لم تكن سنة 2003 تتجاوز 60 في المائة بجهة مراكش ، و36 في المائة بأقاليم الصويرة وآسفي، واليوم تصل هذه النسبة إلى 90 في المائة بجهة مراكش، “مما يعني أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء) حقق العديد من الإنجازات، على اعتبار أنه في ظرف 15 سنة، ضاعفنا القدرة الإنتاجية لمحطة مراكش التي تصل حاليا إلى 3300 لتر في الثانية”.
وتشرف السيدة مليكة بلقوادسي حاليا على مشروع هام، يوجد في طور الإنجاز، يهم تزويد عمالة مراكش بالماء الصالح للشرب عبر سد المسيرة بغلاف إجمالي يصل إلى 2ر2 مليار درهم، سيمكن العمالة من مضاعفة القدرة الإنتاجية، وضمان التزود بالماء الصالح للشرب إلى ما بعد سنة 2030.
من جهة أخرى، اعتبرت السيدة مليكة بلقوادسي أن توشيحها بوسام ملكي يشكل مصدر فخر بالنسبة لها وتتويجا لمسار امتد لأزيد من 39 سنة من العمل والمثابرة.
وسجلت أن يوم 8 مارس يشكل مناسبة لتقييم المكتسبات والإنجازات من أجل النهوض بأوضاع النساء المنتميات لجميع الشرائح الاجتماعية، على اعتبار أنهن يتقاضين أجورا أقل من الرجال، لاسيما في القطاع الخاص.
كما دعت إلى تسليط الضوء أكثر على النساء اللواتي يعملن بالقطاع العام، على اعتبار أن الأهمية تعطى أكثر للنساء اللواتي حققن نجاحات في القطاع الخاص، فيما يتم غض الطرف عن النساء المشتغلات بالقطاع العام، مسجلة أن العديد من النساء بجهة مراكش يتقلدن مناصب المسؤولية سواء كمنتخبات أو رئيسات مصالح خارجية.
التعليقات - مليكة بلقوادسي.. إحدى المهندسات الرائدات بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب :
عذراً التعليقات مغلقة