لم يكن المسمى “ش”، الذي ضجت مواقع التواصل الاجتماعية بمقطع فيديو له بزي نسائي بمراكش، يظن أن ليلة وأس السنة الجديدة ستحمل له فضيحة تقلب حياته رأسا على عقب.
وقال ابن مدينة خريبكة، الذي قُدّر لميولاته الجنسية أن تُكشف أمام ملايين المغاربة في ليلة يترقب الجميع زلاتها، في تصريح لـ “سيت أنفو”: “بأي حق يطرا ليا هاد الشي؟ شكون عطا الحق لهاد الناس كلهم يشوهوني ويردون حديث الكل؟ مستقبلي وحياتي ضاعت فالمغرب ويمكن حتا خارج المغرب”.
وكشف المتحدث، الذي اشتغل لحوالي 11 سنة بأحد المستشفيات العسكرية، إنه خرج للاحتفال ليلة رأس السنة شأنه شأن عدد كبير من المغاربة، غير أن الحظ لم يحالفه وشاء إلا أن يجعله “شوهة” العام الجديد، فحين ركب سيارته التصق به سائق دراجة هوائية وارتطم به، فلم يجد سبيلا للتخلص منه سوى الفرار، على حد تعبيره، إلا أن إنسانيته أجبرته على العودة والاطمئنان عليه، ليجد أمامه العشرات من المواطنين الذين حاصروه ومنعوه من المغادرة.
وزاد المصرّح ذاته قائلا: “جاو الأمن وهرسو عليا الزاج باش يخرجوني، حيث مقدرتش نخرج قدام دك العدد الكبير من الناس.. خرجوني بدوك الحوايج لي لابس وضوروني فالزنقة والناس كيصورو، حرام عليهم خرجو ليا على حياتي”، مشددا على أنه مباشرة بعد دخوله مقر الدائرة الأمنية قام أحد رجال الأمن بتصوير وثائقه وبطائقه الشخصية بهاتفه المحمول، كما عمل على تصويره دون أخذ موافقته، قبل أن يتم إطلاق سراحه وتمكينه من لباس رياضي كان يحتفط به في سيارته كي يستطيع الذهاب إلى بيته بسلام.
وعبّر المسمى “ش” عن تذمره من تعامل السلطات الأمنية مع الواقعة التي مسّته وأسرته وغيّرت مجرى حياته، مضيفا بالقول: “كنطالب الحموشي ياخد ليا حقي من رجال الأمن، ويرد ليا الاعتبار، وحتى الدولة خصها ترد ليا للاعتبار ديالي، والصحافة لي نشرو الفيديو حتى هما خصهم العقاب، أنا إنسان مسالم معمري آذيت شي حد وعندي سمعة طيبة مع الجميع”.
وبنبرة غمرها إحساس “الحگرة”، زاد قائلا: “بغيت غير نعرف واش أنا ماشي مواطن مغربي؟ يلا ماشي مغربي يقولو لينا نتوما اللي مختالفين أجيو نعطيوكم باسبور ديالكم وسيرو أخويا بحالكم، ولكن ما يديروش لينا هاد الشوهة”.
كما أكد المسمى “ش” والبالغ من العمر حوالي 33 سنة، أن والدته فقدت وعيها بعد إطلاعها على مقطع الفيديو المتداول، على الرغم من إصراره على طمأنتها وإنكار مضمون الفيديو والوثائق المسربة، على حد تعبيره.
شكاية للوكيل العام
ورفع المكتب التنفيذي للمركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب شكاية للوكيل العام لدى استئنافية مراكش، لمؤازرة المثلي الذي تم التشهير به ليلة رأس السنة، ومساءلة الجهة المسربة لوثائقه الشخصية.
وأكد محمد مديني، عن المركز الوطني لحقوق الإنسان، في تصريح لـ “سيت أنفو”، أن المركز توصل بطلب مؤازرة من قبل المسمى “ش”، الذي تعرض للتشهير والتصوير بعدما كان مرفوقا برجال الأمن ليلة رأس السنة بمدينة مراكش، حيث أثارت ملابسه النساية المارة.
وأكد المسؤول ذاته، أن المثلي الموقوف حاول الفرار بعدما تسبب في حادثة سير بأحد شوارع مراكش، إلا أنه حوصر من قبل بعض المواطنين في انتظار قدوم رجال الأمن، حيث عمد بعضهم على تصويره ونشر مقاطع فيديو له على مواقع التواصل.
وأضاف مديني، أنه بناء على الشكاية التي توصل بها، فإن المسمى “ش” تم اقتياده إلى مقر الشرطة حيث جرى تصويره وبعض “الوثائق التعريفية والمهنية وتسريبها للعموم وهو ما يعتبر إفشاء لسرية البحث القضائي وتشهيرا بالرجل ومسا خطيرا بكرامته، وتهديدا حقيقيا لسلامته النفسية والبدنية”.
وشدد محمد مديني، عن المركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب، على ضرورة فتح تحقيق في النازلة، ومساءلة كل من ثبت تورطه التشهير بالمثلي المذكور.
وكان المدير العام للأمن الوطني كلف مصالح المفتشية العامة بإجراء بحث إداري لتحديد ظروف وملابسات تسريب صور لشخص في وضعية خلاف مع القانون، وترتيب المسؤولية التأديبية في حال تسجيل أية تجاوزات أو إخلالات محتملة من طرف موظفي الأمن الوطني.
التعليقات - مثلي مراكش يخرج عن صمته: “جاو الأمن وهرسو عليا الزاج باش يخرجوني، خرجوني بدوك الحوايج لي لابس وضوروني فالزنقة والناس كيصورو” :
عذراً التعليقات مغلقة