الصحراء: ستافان دي ميستورا يقر بالحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع

أسفي كود15 أبريل 2025آخر تحديث : الثلاثاء 15 أبريل 2025 - 2:34 مساءً
أسفي كود
زوومفي الواجهة
الصحراء: ستافان دي ميستورا يقر بالحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع

في إحاطته أمام مجلس الأمن يوم الإثنين 14 أبريل، قدم المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع، داعيا إلى استثمار «الزخم الجديد» الذي يشهده الملف، مشيرا إلى الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء من قبل فرنسا والولايات المتحدة، وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن، كعلامتين فارقتين في تطور الملف. ويعد ذلك تحولاً كبيراً يقرب بشكل واضح من الحل النهائي.

وبحسب تعبير سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، فإن الإحاطة نصف السنوية التي قدمها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، في جلسة مغلقة لمجلس الأمن يوم الإثنين 14 أبريل، تندرج ضمن ما يمكن اعتباره «استمرارية عادية» في مسار الملف، لكنها رغم ذلك تحمل تطوراً كبيراً في طريقة تعاطي الأمم المتحدة مع هذا النزاع.

إذ أصبح النقاش يتركز الآن بشكل حاسم على الخيار المغربي المتعلق بالحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع، مستبعدا جميع الخيارات الأخرى. وقد أكد ذلك دي ميستورا نفسه، حين دعا في خطاب نقلته وكالة الأنباء الفرنسية إلى تفعيل المقترح المغربي وشرح تفاصيل الحكم الذاتي، مستبعدا عمليا أي خيار آخر لحل النزاع.

ودعا دي ميستورا إلى الاستفادة من «الزخم الجديد» الدبلوماسي الذي تشهده قضية الصحراء. ويقصد بذلك تحديدا موجة الدعم الدولي المتزايد للمغرب ولمقترحه الذي يضمن للأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا واسعا تحت السيادة المغربية.

منعطف حاسم

وأكد دي ميستورا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية التي حصلت على نسخة من خطابه، على وجود «تطورين حديثين» قد «يكون لهما تداعيات مهمة على جهود التهدئة في المنطقة وعلى التوصل إلى حل مقبول من جميع الأطراف لقضية الصحراء الغربية». الأول يتمثل في تأكيد الولايات المتحدة دعمها لسيادة المغرب على الصحراء. وقد شدد دي ميستورا على أهمية التصريحات الأخيرة للسيناتور ماركو روبيو في هذا السياق.

ففي لقاء جمعه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 في واشنطن، أعاد وزير الخارجية الأمريكي التأكيد على أن «الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية»، وتدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره «جادا وذو مصداقية وواقعي »، و »يشكل الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع».

وأضاف أن « الولايات المتحدة لا تزال تؤمن بأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن »، مشددا على أن واشنطن ستسهم في أي تقدم نحو تحقيق هذا الهدف.

أما التطور الثاني، فهو قبول الجزائر – التي تُقدَّم كطرف أساسي في النزاع – للاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء. والدليل على ذلك، بحسب دي ميستورا، هو بدء مسار تطبيع العلاقات بين فرنسا والجزائر في أوائل أبريل، بعد أزمة سبّبها الدعم الفرنسي الكامل لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وهو دعم كررته الدبلوماسية الفرنسية مجددا يوم الإثنين 14 أبريل. ورغم تجدد التوتر بين البلدين، فإن الصحراء لم تعد تشكل موضوع الخلاف.

ثلاثة أشهر لحسم الملف

قال دي ميستورا: «الأشهر الثلاثة القادمة ستكون، في نظري، فرصة لتأكيد كيف يمكن لهذا الزخم الجديد، القائم على التزام نشيط متجدد من بعض أعضاء المجلس، بمن فيهم الأعضاء الدائمون، أن يؤدي إلى تهدئة إقليمية».

بالنسبة للمبعوث الأممي، فإن تركيز النقاش حول الحكم الذاتي «يتماشى مع ما أعتقده وأطالب به: ينبغي شرح مبادرة الحكم الذاتي المغربية بالتفصيل». الموضوع المطروح اليوم هو مناقشة مضمون الحكم الذاتي. وهو انتصار بحد ذاته.

وأضاف: « الإطار الوحيد الممكن للنقاش هو الحكم الذاتي، ولا شيء غيره، وهو يحظى بدعم دولي متزايد. أكثر من 110 دول تدعم المقترح حاليا. وكون دولتين عضوتين في مجلس الأمن تتحدان للاعتراف بمغربية الصحراء سيعطي دفعة قوية للعملية السياسية ولتسوية النزاع.

ويضاف إلى ذلك دعم المغرب من قبل القوة الاستعمارية السابقة، إسبانيا، التي تعرف تاريخ وسكان المنطقة »، كما علّق عمر هلال في مقابلة مع قناة Medi1TV. وأضاف السفير المغربي: « نأمل أن تكون الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء (في 6 نونبر المقبل) مناسبة سعيدة يتم فيها حل هذا النزاع نهائيا مع جيراننا الجزائريين ».

الملف يشهد تطورا، لكن الطرف المقابل لا يزال متعنتا. ولم يغفل ستافان دي ميستورا الإشارة إلى ذلك، موضحا أن هذا «الاهتمام المتجدد» بقضية الصحراء يأتي في سياق محفوف بـ«المخاطر»، محددا بالاسم الجزائر.

وقال بأسف: «لم نلحظ أي تحسن في العلاقات بين الجزائر والمغرب، بل على العكس تماما». والسؤال المطروح هو: ما الذي يمكن أن يفعله الجار، الذي بات أكثر عزلة من أي وقت مضى؟ هل سيواصل استخدام أدواته التقليدية للإضرار بالمسار السياسي، أم سيلتحق أخيرا بركب التاريخ المتحرك؟ شعوب المغرب الكبير تستحق أن تكون الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء مناسبة لنهاية نزاع مفتعل طال أمده واحتجز شمال القارة رهينة خلاف لا مبرر له.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة