كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، أنه، ومنذ بداية العام الجاري، وحتى 9 مارس الماضي، تم تسجيل 9 حالات إصابة بمرض الليشمانيا الجلدية بإقليم تزنيت، منها 3 حالات بالجماعة الترابية الركادة و6 حالات بالجماعة الترابية أملن.
وأكد الوزير، في جواب على سؤال كتابي للبرلمانية حنان أتركين، حول الوضعية الوبائية لداء الليشمانيا في إقليم تزنيت، على أن “جميع الحالات تم التكفل بها من خلال العلاج والتتبع، كما تم إجراء 9 تحاليل مخبرية كانت جميعها إيجابية”.
وأوضح وزير الصحة أن مرض الليشمانيا الجلدية من نوع “تروبيكا” هو المتواجد بإقليم تزنيت، وينتقل عبر ذبابة الرمل (Phlebotome).
وشدد المسؤول الحكومي على أن الوضع الوبائي الحالي لداء الليشمانيا في إقليم تزنيت “لا يدعو إلى القلق”، لافتا إذ أن عدد الحالات المسجلة “لا يتجاوز المعدل السنوي للحالات المبلغ عنها منذ عام 2018″، ومشددا على أنه يجري اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة للسيطرة على المرض ومنع انتشاره.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد الوزير في معرض جوابه، أنه تم عقد اجتماع لأعضاء لجنة التدبير المندمج لمكافحة نواقل المرض، برئاسة عامل الإقليم، وتعيين أعضاء اللجنة. وقد تم وضع خطة عمل متكاملة تشمل أنشطة الكشف والفحص النشط، ورسم خرائط للنقاط السوداء، وضمان الوسائل اللازمة للمراقبة والمكافحة، وتدريب المهنيين الصحيين والممثلين المحليين.
وعلى المستوى المركزي، قال آيت الطالب إن الوزارة، بدعم الفرق الإقليمية والمحلية، على مراقبة الحالة الوبائية، وتحليل نوع وفصيل الطفيل باستخدام التحليل الجيني PCR من قبل المعهد الوطني للصحة بالرباط.
وذكر الوزير بأن داء الليشمانيا يتواجد بنوعين رئيسيين: الليشمانيا الجلدية، التي تتجلى في حالات وبائية جماعية وتنقسم إلى الليشمانيا الجلدية من نوع “ماجور” التي تنتشر في الأقاليم جنوب شرق سلسلة جبال الأطلس، من طاطا إلى الحدود الشرقية مرورًا بواحات درعة، غريس وزيز، حيث تعد الجرذان الخزان الرئيسي.
أما النوع الثاني، يضيف الوزير، فهو الليشمانيا الجلدية من نوع “تروبيكا” التي تنتشر في الأقاليم الواقعة بين سلسلة جبال الأطلس شرقًا والمحيط الأطلسي غربًا ويعتبر الإنسان الخزان الرئيسي لهذا النوع، والليشمانيا الحشائية، التي تصيب الأطفال بشكل خاص، خاصة في الأقاليم المحاذية لسلسلة جبال الريف، وتعد الكلاب الخزان الرئيسي لهذا النوع.
وأكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية أن الوزارة تعمل على تعزيز الشراكة والتنسيق مع مختلف القطاعات مثل الفلاحة، الداخلية، التنمية المستدامة، التعليم والمجتمع المدني، لمكافحة المرض والوقاية منه.
وتقوم الاستراتيجية الوطنية لمكافحة داء الليشمانيا، يوضح آيت الطالب، على عدة محاور، منها الكشف والتكفل السريع بالحالات المرضية من خلال عمليات الكشف المبكر والمكثف في المؤسسات التعليمية مرتين سنويًا، إضافة إلى الوحدات الصحية المتنقلة في الدواوير المتضررة، وتوفير العلاج المجاني للأشخاص المصابين بالأدوية المضادة لتجنب حدوث التندبات الدائمة، ومراقبة ومكافحة ناقل المرض عبر القضاء على بؤر تكاثر الذباب الناقل للمرض من خلال التدبير المندمج لمكافحة نواقل الأمراض، بما في ذلك المعاينات الميدانية لرصد النقاط السوداء، وإجراء حملات النظافة ورش المبيدات.
التعليقات - وزير الصحة: منذ بداية 2024 سجلنا 9 إصابات بالليشمانيا في تزنيت… والوضع الوبائي لا يدعو إلى القلق :
عذراً التعليقات مغلقة