يواصل قطار التنمية البشرية شق طريقه بثبات نحو تحقيق التنمية الشاملة كما أرادها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بحيث تم خلال المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية التركيز على الجوانب اللامادية للتنمية البشرية وتثمين الرأسمال البشري، وهو الأمر الذي توج خلال الاحتفال هذه السنة بالذكرى 19 لإطلاقها، باختيار شعار “الألف يوم الأولى أساس مستقبل أطفالنا”.
وفي هذا السياق، أعلن محمد دردوري، الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من الحسيمة، بمناسبة احتفالات ذكرى إطلاق المبادرة التي يخلدها أزيد من 16 ألف عضو بهيئات حكامة المبادرة بمختلف جهات وأقاليم وعمالات المملكة، تنظيم حملة تواصلية بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بمختلف عمالات وأقاليم المملكة، من 22 ماي إلى 22 يونيو، بهدف التحسيس بأهمية ألف يوم الأولى من الحياة في بناء مستقبل واعد للأطفال.
وأضاف في كلمة توجيهية بالمناسبة أن اختيار شعار “الألف يوم الأولى، أساس مستقبل أطفالنا”، يأتي بالنظر إلى أهمية هذه المرحلة في تطور الفرد، بحيث يعد الاستثمار في هذه المرحلة من الطفولة المبكرة حسب الخبراء والمختصين أكثر فعالية بـ5 إلى 10 مرات، مقارنة مع الاستثمارات المنجزة في مراحل أخرى من الحياة.
ويرى محمد دردوري أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عملت في مرحلتها الثالثة على العناية بالطفولة المبكرة استلهاما للتوجيهات الملكية السامية، مبرزا في هذا الإطار أنه بهدف تقوية وتحسين الولوج إلى الخدمات الصحية المقدمة للأم والطفل، تم بموجب اتفاقية مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية واليونيسف بلورة منظومة للصحة الجماعاتية، تمت تجربتها على مستوى 49 دائرة بثلاث جهات ذات الأولوية، إلى جانب إعداد استراتيجية لتعميم منظومة الصحة الجماعاتية المذكورة، في أفق إدماجها في المنظومة الوطنية للصحة، بتعاون مع القطاع الوصي وبدعم من البنك الدولي.
وسجل الوالي المنسق الوطني بهذا الخصوص مجموعة من المنجزات المحققة بالمغرب على مستوى صحة وتغذية الأم والطفل، سيما ما يتعلق بتقليص المعدل الوطني للوفيات عند الولادة (72.6 حالة في كل مائة 100 ألف نسمة)، وارتفاع نسبة تتبع النساء للحمل تحت إشراف طبي إلى 88,5 في المائة، وانخفاض معدل وفيات الأطفال والرضع بفضل الدور الكبير للبرنامج الوطني للتلقيح منذ أزيد من 30 سنة، مبرزا أن المبادرة عملت بتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على تشجيع نمط سليم للحياة عبر حملات تواصلية وتحسيسية، تهدف إلى نشر الممارسات الفضلى المتعلقة بالصحة والتعذية والوالدية الإيجابية وغيرها.
من جهة أخرى، أكد دردوري أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة صارت شريكا أساسيا في تنزيل السياسات الاجتماعية وعلامة مؤسساتية مرموقة معترف بها وطنيا ودوليا.
كما اعتبر أن المنجزات المحققة كانت بفضل حكامتها الثلاثية والمرتكزة على التدبير المبني على النتائج والحضور الترابي الدامج لكافة القوى الحية، مستعرضا أهم النتائج المحققة ضمن البرامج الأربعة للمرحلة الثالثة من المبادرة.
في هذا السياق، تحدث الوالي المنسق الوطني للمبادرة عن تشييد 1700 كلم من المسالك والطرق، وربط أزيد من 88 ألف منزل بشبكة الماء الصالح للشرب، و20 ألف منزل بشبكة الكهرباء، ودعم ما يفوق عن 2.000 مركز اجتماعي لضمان تكفل جيد بالفئات الهشة، وكذا إحداث أزيد 130 منصة للشباب بمختلف أقاليم وعمالات المملكة استضافت أزيد من 380 ألف شابة وشاب استفادوا من خدمات الانصات والتوجيه، إلى جانب إحداث ما يفوق عن 11.500 مقاولة شابة، ودعم أكثر من 4700 مشروع تعاوني ضمن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
على صعيد آخر، سجل الوالي أنه تم، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية وبتنسيق وثيق مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي، إحداث أزيد من 9400 حجرة دراسية، مكنت من استقبال أزيد من 310 ألف طفل من الاستفادة من تعليم أولي وذي جودة بالعالم القروي، الشيء الذي مكن من رفع نسبة تمدرس الأطفال من 33 في المائة خلال الموسم الدراسي 2017/2018 إلى 83,5 في المائة خلال السنة الدراسية الحالية.
كما نوه إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عملت خلال مرحلتيها الأولى والثانية على محاربة الفقر والهشاشة والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية والنهوض بالأوضاع الاقتصادية للفئات المحتاجة، من خلال تحسين الولوج إلى البنيات التحتية الأساسية والخدمات الاجتماعية للقرب وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل والمشاريع المحدثة لفرص الشغل.
وتوجت هذه الجهود، بحسب دردوري، بإنجاز 43 ألف مشروع ونشاط، بكلفة إجمالية بلغت 43 مليار درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ28 مليار درهم.
التعليقات - الذكرى 19 للمبادرة.. إطلاق حملة تواصلية بأهمية ألف يوم الأولى من الحياة في بناء مستقبل واعد للأطفال :
عذراً التعليقات مغلقة