يُعرّف الحصبة أو (بوحمرون) بكونه مرضا فيروسيا، ويمكن أن يؤثر على أي شخص ولكنه أكثر شيوعا عند الأطفال، وفي هذا السياق أكد سعيد عفيف، الطبيب الأخصائي في طب الأطفال، ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أن الحل الوحيد للقضاء على هذا المرض كغيره من الأمراض الفيروسية هو التلقيح.
خطير وينتشر أسرع من كوفيد
قال عفيف إن الحصبة (بوحمرون) يصنّف بكونه من أكثر الأمراض المعدية في العالم وأسرعها انتشارا، مبرزا في حديثه لـSNRTnews أن سرعة انتشار هذا المرض تفوق سرعة انتشار كوفيد.
وينتشر هذا المرض، وفق منظمة الصحة العالمية، عن طريق ملامسة إفرازات الأنف أو الحلق الصادرة أثناء السعال أو العطس أو استنشاق الهواء الصادر عن شخص مصاب، ويظل الفيروس نشطا ومُعديا في الهواء أو على الأسطح الملوثة به لمدة تصل إلى ساعتين ويمكن لشخص واحد مصاب بالحصبة أن ينقل العدوى إلى تسعة من كل 10 أشخاص من المُخالطين المقربين غير المُطعَّمين.
وأوضح عفيف أن مرض الحصبة (بوحمرون) يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة، خصوصا بين الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية.
وتشمل مضاعفات المرض الإصابة بالعمى، والتهاب الدماغ، والإسهال الوخيم والجفاف المرتبط به، والتهابات الأذن، ومشكلات وخيمة في التنفس، بما في ذلك الالتهاب الرئوي، وإذا أصيبت المرأة بالحصبة أثناء الحمل، قد يُشكل ذلك خطورة على الأم ويمكن أن يؤدي إلى ولادة طفلها قبل الأوان مع انخفاض الوزن عند الولادة.
وتبدأ أعراض الحصبة عادة بعد 10 و14 يوما من التعرض للفيروس، وتستمر الأعراض المبكرة لمدة تتراوح من 4 إلى 7 أيام، وتشمل سيلان الأنف، والسعال، وعيون حمراء ودامعة، وبقع بيضاء صغيرة في الخدين من الداخل، ويبدأ الطفح الجلدي بعد 7 إلى 18 يوما من التعرض للفيروس، ويبدأ بالظهور على الوجه وأعلى الرقبة حتى يصل في النهاية إلى اليدين والقدمين.
أسباب الانتشار بالمغرب
يرى عفيف أن جائحة كورونا تُعتبر السبب الرئيسي في انتشار الحصبة (بوحمرون) بالمغرب بهذه السرعة؛ مسجلا أن هذا المرض كان قد اختفى بشكل شبه كلي بالمملكة منذ أزيد من 10 سنوات بسبب تكثيف حملات التلقيح ضد الفيروس المسبب له، كان آخرها حملة نظمت سنة 2013 واستفاد منها 11 مليون شخص ما بين 9 أشهر و19 سنة.
وتابع الطبيب الأخصائي في طب الأطفال، أن تداعيات جائحة كورونا تسببت بشكل مباشر في انخفاض الإقبال على التلقيح ضد بوحمرون، مما أدى إلى وقوع انتكاسة على مستوى جهود التصدي للمرض، مما ساهم في انتشاره السريع، ليس بالمغرب فقط بل في جميع أنحاء العالم.
وسجلت منظمة الصحة العالمية أنه “في عام 2022، تلقى نحو 83 بالمائة من أطفال العالم جرعة واحدة من لقاح الحصبة بحلول عيد ميلادهم الأول من خلال الخدمات الصحية الروتينية، وهو أدنى مستوى منذ عام 2008”.
فرصة للتدارك
دعا عفيف إلى ضرورة الانخراط في الحملة الاستدراكية التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، من أجل تعزيز التلقيح ضد الحصبة (بوحمرون)، مشيرا إلى أن أخذ جرعتين من اللقاح يبقى الحل الوحيد للحد من انتشار هذا المرض وتجنب مضاعفاته الخطيرة.
وأكد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية أن الإجراء الأول لمحاربة انتشار هذا المرض يتمثل في تحديد الأشخاص غير المطعمين؛ من خلال مراجعة الدفاتر الصحية للأطفال في المراكز الصحية والعيادات للتأكد من حصولهم على الجرعات اللازمة للوقاية من الحصبة (بوحمرون)، والتي تؤخذ عادة في الشهر 9 والشهر 18، واستكمال الجرعات لمن تلقى جرعة واحدة فقط.
وفي حالة التأكد من عدم الحصول على التلقيح ضد المرض، شدد المتحدث ذاته على وجوب أخذ جرعتين من اللقاح، مشيرا إلى أن هذا اللقاح متوفر مجانا بجميع المراكز الصحية العمومية.
التعليقات - بوحمرون .. ينتشر أسرع من كوفيد واللقاح هو الحل الوحيد :
عذراً التعليقات مغلقة