يعيش المغرب وضعا مائيا استثنائيا وصعبا في ظل توالي سنوات الجفاف وقلة التساقطات، الأمر الذي أثر بشكل سلبي على الموارد المائية لبلادنا وساهم في استنزافها، إذ لا تتجاوز النسبة الإجمالية لحقينات السدود المغربية 23 في المائة.
تراجعت النسبة الإجمالية لملء حقينات السدود المغربية إلى 23.23 في المائة، إلى حدود اليوم الاثنين (22 يناير 2024)، وهو ما يمثل 3745.87 مليون متر مكعب، علما أن نسبة الملء كانت تصل في اليوم نفسه من لسنة الماضية إلى 13.71 في المائة بحجم ملء وصل آنذاك إلى 5112.19 مليون متر مكعب.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم ملء حوض اللوكوس 38.91 في المائة، وحوض سبو بنسبة ملء 35.81 في المائة، ثم حوض تانسيفت 48.40 في المائة، يليه حوض أبي رقراق بنسبة 20.79 في المائة، فحوض ملوية بنسبة ملء تصل لـ 24.38 في المائة.
أما حوض زيز كير غريس فتبلغ نسبة الملء به 26.70 بالمائة، في حين وصلت نسبة ملء حوض درعة واد نون إلى 20.81 في المائة، ثم نسبة 11.37 في المائة بحوض سوس ماسة، في حين تم تسجيل أقل نسبة في حوض أم الربيع بـ 4.78 في المائة.
والملاحظ، أن حوض أم الربيع يعيش عجزا في الواردات المائية للسنة الخامسة على التوالي، حيث تسجل حقينة السدود المتواجدة على طوله نسب ملء ضعيفة لا تتجاوز في أغلب الأحيان تسعة في المائة.
من جهة أخرى، تضاعف ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة مشكلة أزمة المياه في المغرب، إذ تعيش بلادنا الفترة الأكثر حرارة على الإطلاق منذ بداية الرصد الجوي في المملكة المغربية قبل 40 عاما، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التبخر؛ وبالتالي ضياع كميات كبيرة من المياه المخزنة في المنشآت المائية. إذ أدى ارتفعاع درجات الحرارة إلى زيادة معدلات التبخر في المغرب إلى مليون و500 ألف متر مكعب في اليوم الواحد.
علاوة على ذلك، فإن ظاهرة توحل السدود تفاقم بشكل كبير من أزمة المياه، إذ يتراوح معدلها ما بين 17 مليون متر مكعب و25 مليون متر مكعب في السنة.
جدير بالذكر، أن وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، كان قد دعا الولاة والعمال بمختلف جهات المملكة إلى اتخاذ حزمة من التدابير الاستعجالية الصارمة من أجل الحد من استنزاف الموارد المائية والحفاظ عليها، في خضم توالي سنوات الجفاف على بلادنا. حيث سيجري تعديل تدفق المياه في المناطق الأكثر استهلاكا، وتقليل حجم الصبيب والقطع الكلي للتزود بالمياه في فترات زمنية معينة.
التعليقات - نسبة ملء السدود مقلقة: حقينات المنشآت المائية متدنية في سنة أخرى تتسم بالجفاف :
عذراً التعليقات مغلقة