بينما تسابق فرق الإنقاذ الزمن لتقديم يد المساعدة لجرحى زلزال الحوز وانتشال حثث الضحايا، يتسارع المغاربة بمختلف فئاتهم الاجتماعية لجمع التبرعات والمساعدات من أجل إيصالها لسكان المناطق المتضررة، منهم أشخاص معوزون وآخرون في وضعية إعاقة، وأطفال وأمهات وآباء لم يخلفوا الميعاد.
أيقونة العطاء
جاء بدراجته الهوائية مسرعا قاصدا قافلة المساعدات قبل انطلاقها، كان همه الوحيد إيصال كيس الدقيق للقافلة كنوع من المساعدة التي استطاع تقديمها لضحايا الزلزال.
لم يكن يعلم هذا الرجل البسيط القاطن بمدينة تزنيت، الذي عاد أدراجه مباشرة بعد تسليم المساعدة، أن هناك من يراقبه ويوثق هذه اللحظة من بعيد ليصبح بذلك أيقونة ورمزا للعطاء، وحديث جميع رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
فراش وغطاء
بخطوات ثابتة، تقدم ابن جماعة لخصاص التابعة لإقليم سيدي إفني بجهة كلميم واد نون، ليتقاسم مع قافلة المساعدات بعضا مما يملكه في منزله، لربما يكون أحد المنكوبين في حاجة له.
مشهد الفراش والغطاء من بين أبرز المشاهد التي سيتذكرها المغاربة مفتخرين بمَلكة العطاء التي يتميزون بها.
رسالة طفلة
هذه المرة لا نعرف من أين، ولا من منحها، لكن الرسالة التي أرفقتها هذه الطفلة بدميتها كانت واضحة المصدر. تقول الرسالة : “مرحبا صديقتي، اسمي سيليا وعمري 4 سنوات، هذه دميتي المفضلة والآن أصبحت ملكك، أتمنى أن تعجبك”.
هكذا عبرت طفلة عن تضامنها مع طفلة أخرى لم تسمع عنها قط ولم تلعب معها، كما أنها لم ترها، لكنها اقتنعت بحاجتها لهذه الدمية أكثر منها، لربما تخفف من حزنها ومن آلامها. معنى آخر من معاني التضامن ارتأت أسرة هذه الطفلة أن توصله دون الكشف عن هويتها، لتصبح أيضا من رموز العطاء اللامشروط الذي يعتز به المغاربة.
هذا كل ما أملك
من بين الفيديوهات المؤثرة التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكل اعتزاز وحزن في نفس الوقت، مشهد سيدة قصدت قافلة جمع المساعدات لتقديم خاتمها هبة لضحايا الزلزال، قائلة إنها لا تملك أي شيء آخر تساعد به غير خاتمها..
لم تخلف الميعاد
رسالة وحدة وأمل أخرى بعثتها سيدة من أقاليمنا الجنوبية، امرأة مسنة من مدينة زاكورة، لم تخلف بدورها الميعاد، اتكأت على عكازها وسارت نحو القافلة لتقديم ما استطاعت توفيره حينها، فكانت مصدر إشادة كبيرة من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
تحدي الإعاقة
بكيسي دقيق، وكيس آخر يحمل بعض المؤونة، سار ابن مدينة الحسيمة نحو ساحة محمد السادس وسط المدينة، لتقديم المساعدة، لم تمنعه إعاقته من الاستجابة لنداء الوطن، والإسراع في منح ضحايا الزلزال ما استطاع شراءه ليحصد بدوره إشادة كبيرة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
كرم هؤلاء المغاربة رغم بساطتهم لا حدود له، أبانوا عنه من مختلف مناطق المملكة بقلب واحد ويد واحدة، لم يتهافتوا وراء الصور، ولم يعلنوا عنه، بل ساروا بكل عزم نحو القافلات المكلفة بجمع المساعدات وعادوا إلى ديارهم دون دراية بمن يوثق للحظات كرمهم، ولم تكن هذه المشاهد سوى القليل مما وثقته عدسات المارة، أما ما خفي فكان أعظم.
التعليقات - زلزال الحوز .. كرم أدمع عيون المغاربة :
عذراً التعليقات مغلقة