آسفي.. تربية السمان، نشاط واعد مفتوح أمام المقاولين الشباب بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

منذ أن تم إطلاقها من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سنة 2005، ما فتئت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي توجد حاليا في مرحلتها الثالثة، تضع الشباب في صلب أولوياتها من خلال تمهيد الطريق أمامهم للاستثمار في قطاعات جديدة وواعدة، من قبيل تربية السمان.

ويقدم إقليم آسفي، في إطار مختلف تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الصعيد الوطني، وفاء منها لالتزامها بإحداث تغيير إيجابي لفائدة الأشخاص المستهدفين، ولا سيما الشباب الطموح والمصمم على المساهمة في العديد من الجهود التي تبذلها المملكة على درب التنمية والتقدم، مثالا واضحا على هذه “الحاضنة” للمشاريع المبتكرة التي يحملها الشباب الذين اختاروا، بإيثار ومثابرة، الاستثمار في قطاعات جديدة وخوض غمار تجربة مثيرة في مجال ريادة الأعمال.

ولا تدخر الجهات المختصة، من خلال مقاربة مدروسة وتجربة فريدة يعيشها الشباب في الإقليم، بفضل التتبع الدائم لسلطات الإقليم، عبر اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، والدعم التقني والمساهمة المالية للمبادرة، في إطار برنامجها الثالث “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، جهدا من أجل توفير الوسائل اللازمة لمواكبة الشباب بشكل أفضل لإحداث مشاريعهم وتحقيق استقلاليتهم المالية.

وفي هذا الصدد، تتعدد أمثلة المشاريع الناجحة على غرار تربية السمان لإنتاج اللحوم، وهو المشروع الذي أحدث على مستوى دوار الشهوبات بالجماعة القروية نكا، من قبل الشركة محدودة المسؤولية “علي لاند” المتخصصة في إنتاج وتوزيع لحوم السمان وكذلك البيض، التي أسسها الشاب الحمداوي علي.

ويعكس هذا المشروع، الذي يندرج في إطار البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، الاهتمام المستمر بدعم وتعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب.

وأنجز هذا المشروع، الذي شرع في تقديم خدماته في سنة 2022، على مساحة 136 مترا مربعا، بغلاف مالي إجمالي قدره 160 ألف درهم، موزع على 96 ألف درهم كمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و 64 ألف درهم مساهمة من حامل المشروع.

ويتكون المشروع، الذي يهدف إلى تحسين ظروف العمل ودخل المستفيدين، مع خلق فرص الشغل لشباب المنطقة، من توفير وتهيئة المحل مقر المشروع، واقتناء التجهيزات والمواد الأولية.

أما بالنسبة لمجال تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فيتعلق بالمواكبة التقنية والدعم المالي في مرحلة ما بعد إنشاء المشروع.

وقال  الحمداوي، التقني الفلاحي وصاحب المشروع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن فكرة هذا المشروع نضجت بشكل تدريجي قبل الشروع في إحداث الشركة، بعد أن استفاد من دعم وتأطير المبادرة.

وأضاف أن “هذا المشروع المتخصص في إنتاج وتوزيع وتسويق لحم السمان والبيض، تمت دراسته بشكل جيد، من أجل الاستجابة للإقبال المتزايد على هذه المنتجات”، مشيرا إلى أن الشركة تتوفر على شبكة زبائن في آسفي والدار البيضاء، وكذلك في مدن أخرى، سواء في جنوب المملكة أو شمالها.

وعبر  الحمداوي عن سعادته برؤية مشروعه يتطور بفضل دعم المبادرة وتعبئة السلطات الإقليمية لآسفي من أجل النهوض بتشغيل الشباب، معربا عن شكره الخالص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الاهتمام الخاص، الذي ما فتئ يوليه جلالته لهذه الشريحة من المجتمع، ولتحسين أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية.