أسرة المؤسسة السجنية بآسفي تخلد الذكرى أل 15 لتأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج

احتضن السجن المحلي بآسفي، السبت الماضي، حفل بمناسبة تخليد الذكرى الخامسة عشر لتأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج.

وشكل هذا الحدث المتميز مناسبة لتسليط الضوء على المنجزات الكبرى التي حققتها هذه المؤسسة، وكذا الجهود الدؤوبة التي يبذلها موظفوها والتزامهم المستمر بخدمة المجتمع، فضلا عن مساهمتهم في الحفاظ على النظام العام، كما اعتبر الحفل المذكور مناسبة لتقديم وتثمين المنجزات واستشر آفاق مستقبلية واعدة من خلال الأوراش والمشاريع الهادفة إلى تكريس المزيد من الاحترافية والحكامة في تدبير الشأن السجني ، وتعزيز منظومة حقوق السجناء وصون كرامتهم بما يمكن من توفير الظروف الملائمة لتحقيق إدماج فعلي وتأهيل حقيقي لفائدتهم.

وأكد مدير السجن المحلي بآسفي، عبد الوهاب أدرابي، في كلمة له بالمناسبة، أن تدبير الشأن السجني خلال السنوات الأخيرة، قد عرف تطورا ملحوظا يرجع الفضل فيه إلى الانخراط الجدي والايجابي للجميع ، مسؤولين وأطر وموظفين في تنفيذ التوجهات الملكية السامية للرقي بهذا القطاع وضمان الأمن والانضباط بالمؤسسات السجنية، وصيانة حقوق النزلاء والحفاظ على كرامتهم، وتوفير الظروف المواتية لإعادة تأهيلهم وإدماجهم، هذا الالتزام الراسخ للمندوبية العامة ، يضيف مدير السجن المحلي بآسفي، جعلها تسعى بكل ما أوتيت من جهد ووسائل لإرساء نمط تدبيري عصري، وبناء صورة جديدة للمؤسسات السجنية وأدوارها الأمنية التأهيلية .

وقال عبد الوهاب أدرابي مدير السجن المحلي بآسفي، انه رغم الإكراهات المطروحة، وفي مقدمتها إشكالية الإكتظاظ والارتفاع المطرد للساكنة السجنية ، وما يتطلب ذلك من موارد بشرية لتأطيرها ، وإمكانيات مادية ولوجستيكية لتغطية حاجياته الأساسية، فقد استطاعت المندوبية تحقيق مكتسبات هامة ، خاصة فيما يتعلق بالمؤشرات الكمية والنوعية للبرامج التربوية والأنشطة التأهيلية، وتعزيز المنظومة التربوية التأهيلية بأنشطة متميزة، تنضاف إلى الجيل الجديد من البرامج والمتمثلة في برنامج الجامعة في السجون ، والملتقى الصيفي للأحداث واللقاء الوطني للسجينات وبرنامج مصالحة ومشروع السجون المنتجة، وغيرها من البرامج، وبالموازاة مع هذا التطور النوعي واصلت المندوبية العامة تأمين البنيات وتعزيز ترسانة التجهيزات والمعدات الأمنية بمعدات حديثة.

وتوقف عبد الوهاب أدرابي عند “الطفرة النوعية” التي عرفها قطاع السجون، خلال السنوات الأخيرة من اجل تحسين ظروف الإيواء، موضحا أن المندوبية العامة بدلت مجهودات جبارة للرفع من مستوى التغذية والنظافة والرعاية الصحية المقدمة للنزلاء كما وكيفا، ومواصلة تكريس مواصلة تكريس المقاربة الحقوقية داخل الفضاء السجني، وضمان التشكي، والبحت في كل الشكايات المطروحة وإحاطتها بالضمانات القانونية اللازمة، سواء عبر الصناديق المخصصة للشكايات، أو من خلال التشكي المباشر بالبوابة الاليكترونية التي خصصتها المندوبية العامة لهذه الغاية، بالإضافة إلى إيلاء أهمية قصوى لجانب التكوين والتحسيس في مجال حقوق الإنسان.

وأشار المسؤول إلى أن ما تحقق من منجزات، يرجع فيه الفضل إلى موظفات وموظفي هذا القطاع، في ظل ما أبانوا عنه من تعبئة شاملة وحس عال بالمسؤولية، في انتظار إنصافهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمادية بإقرار نظام أساسي وتعويضات تتلائم طبيعة المهام الموكولة إليهم ، مشيدا بالمجهودات العالية لموظفي القطاع ومنوها في الوقت ذاته، بحجم التضحيات الجليلة التي يبذلونها في سبيل القطاع والوطن، وذلك من خلال انخراطهم الايجابي والفعال في تنزيل برامج ومخططات المندوبية العامة، اعتبارا لكون العنصر البشري رافعة أساسية في تحقيق أي إصلاح .

وقد تميز هذا الحفل، الذي حضره باشا مدينة أسفي وشخصيات قضائية وأمنية وممثلين عن السلطة المحلية وبعض المصالح الخارجية وفعاليات مدنية و جمعوية، بالإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة ”الموظف المتميز لسنة 2023”، والتي كانت من نصيب، الموظف المصطفى المحترم و الموظفة أسماء الكحلاني، نظير جهودهما في خدمة نزلاء المؤسسة، وبالمناسبة أعربت أسماء الكحلاني الفائزة بجائزة ”الموظف المتميز لسنة 2023” عن سعادتها بهذا التتويج، الذي اعتبرته تحفيزا لها، للعمل و الاجتهاد أكثر، للرقي بهذه المؤسسة السجنية.