بخطى ثابتة يشق زكرياء أبو خلال، بنجاح، مساره الكروي الاحترافي مع فريقه الفرنسي تولوز، حيث توج مع الأخير بلقب كأس فرنسا، لأول مرة في تاريخ النادي، ليلة السبت 29 أبريل 2023، خلال الفوز في المباراة النهائية على ليل، بـ5 أهداف لـ1.
حصد زكرياء أبو خلال، لاعب المنتخب الوطني المغربي، أولى ثمار تألقه الاحترافي مع فريقه تولوز، خلال التتويج بكأس فرنسا، في ملعب فرنسا في العاصمة باريس، حيث أحرز هدفا في المباراة النهائية خلال الفوز على نانت بـ5 أهداف لـ1.
من عائلة رياضية
ينتمي زكرياء أبو خلال لعائلة رياضية بامتياز، فوالدته لمياء البكراوي، عداءة مغربية سابقة، متخصصة في المسافات القصيرة، مثلت المغرب في العديد من الملتقيات الدولية، أبرزها دورة الألعاب الأولمبية “سيدني 2000″، ووالده طارق أبو خلال، مواطن ليبي كان يقطن في المغرب، من عشاق كرة القدم، أسس ناديا للهواة في هولندا يدعى ” GVV Raptim”، حيث سيتلقى زكرياء أولى أبجديات كرة القدم.
ارتبطت لمياء البكراوي بالليبي طارق أبو خلال، وهاجرا معا إلى مدينة روتردام الهولندية، حيث قررا الاستقرار، ورزقا بمولودهما الأول زكرياء في 18 فبراير من سنة 2000، قبل أشهر قليلة على مشاركتها في الألعاب الأولمبية “سيدني 2000″، حيث لم تحقق نتائج إيجابية، لتقرر بعد ذلك الاعتزال والتفرغ لحياتها العائلية.
العودة إلى المغرب
قررت لمياء البكراي، وهي من مواليد الدار البيضاء، وزوجها طارق أبو خلال، العودة إلى المغرب، حين كان زكرياء في الثالثة من عمره، حتى تتاح للأخير فرصة تعلم اللغة العربية جيدا والحرص على تنشئته الدينية الإسلامية.
في الدار البيضاء، ظهر اهتمام زكرياء أبو خلال إلى كرة القدم أكثر من أي رياضة أو هواية أخرى، يقول في هذا السياق، في لقاء مع صحيفة ” onzemondial” الفرنسية، نشر بتاريخ الجمعة 28 أبريل 2023: “حين لعبت كرة القدم في المغرب مع والدي وأخي قبل أن ألعب في ناد حقيقي لكرة القدم، كان، وقتها، لدي شعور بالفعل أنني سأصبح لاعب كرة قدم محترف”.
العودة إلى هولندا
سنة 2007 قررت عائلة أبو خلال العودة للاستقرار في هولندا، حيث سيدفع زكرياء والده إلى تسجيله في نادي “أونيتاس GVV UNITAS”، بتشجيع من والدته لمياء البكراوي، التي حرصت على توجيهه وتشجيعه للنجاح في مساره الرياضي.
يقول أبو خلال في هذا السياق: “كان والدي دائما معي، كان هو الشخص الذي يأخذني إلى التدريبات والمباريات، ووالدتي لطالما كانت قدوة لي، كانت عداءة رائعة في المغرب، لقد كانت بطلة، وإلى جانب والدي، جعلاني ما أنا عليه اليوم”.
يضيف أبو خلال: “كانت المدرسة مهمة، لكن من جهتي، كنت أفكر دائما في أن أصبح لاعب كرة قدم محترفا، لذا لم أعمل كثيرا في المدرسة، لم أكن جادا حقا في المدرسة لأنني كنت واثقا من قدرتي على أن أصير لاعبا محترفا”.
يقول أبو خلال متحدثا عن والدته: “هي من ألهمتني حب الرياضة، علمتني، في وقت مبكر جدا، ما يجب أن أفعله من حيث التغذية وإدارة نومي، علاوة على ذلك، عرفت كيف تساعدني في إدارة مشاعري حين أكون متوترا. أيض عرفت كيفية العثور على الكلمات المناسبة لتحفيزي ومساعدتي في التركيز قبل المباريات”.
المسار الاحترافي
سنة 2017، انتقل زكرياء أبو خلال إلى الفريق الثاني لنادي إيندهوفن ” يونغ إيندهوفن”، حيث كانت بدايته الرسمية في الممارسة الاحترافية، ثم بعد ذلك انتقل إلى كبار النادي سنة 2019، ثم انتقل إلى أزيد ألكمار، حيث لعب 89 مباراة أحرز خلالها 12 هدفا، وفي 24 يونيو 2022، انتقل إلى ناديه الحالي تولوز، حيث سيوقع على تألق استثنائي في الدوري الفرنسي.
وحول ظروف انتقاله إلى تولوز، يقول أبو خلال: “كان الجميع يعلم أنني أريد مغادرة ألكمار. في ذلك الوقت كان تولوز أول ناد يريد التعاقد معي، كان الأمر جادا، على الفور أعجبتني كلمة النادي وكان لها وقع علي، كما أنني أقدر حقيقة وجود لاعبين في النادي يتحدثون لغتي الهولندية نفسها، اتفقت ووكيلي مع النادي بسرعة ووقعت العقد”.
ويتابع أبو خلال: “لقد أصبح الأمر أسهل حين انتقلت إلى تولوز، لأن هناك الكثير من اللاعبين الهولنديين. كل اللاعبين كانوا لطفاء للغاية معي والتقيت بلاعبين مسلمين مثلي وجعلوني أشعر بالراحة. شعرت على الفور بأنني في المنزل في النادي”.
اللعب للمنتخب المغربي
لم يتردد زكرياء أبو خلال في تلبية نداء حمل قميص لمنتخب الوطني المغربي، حين تلقى الدعوة من وحيد خاليلوزيتش، الناخب الوطني السابق، في أكتوبر 2020، لخوض مباراة أمام إفريقيا الوسطى في ملعب مركب محمد الخامس، حيث سيحرز أول هدف دولي له حينما شارك في لمباراة بداية من الدقيقة 59 بديلا لزميله أشرف حكيمي.
يقول أبو خلال حول اختياره اللعب للمنتخب المغربي: “عندما كنت صغيرا، كنت أقول دائما إنني أريد أن ألعب في كأس العالم للمغرب، وعندما أتيحت لي الفرصة لارتداء القميص المغربي، قلت على الفور نعم، أنا ممتن لهولندا، لكنني كنت أعرف دائما أنني سألعب يوما ما للمغرب”.
وحول أول مباراة له مع المنتخب المغربي، يقول أبو خلال: “لقد كانت حقا لحظة خاصة، كان حلم تحقق. علاوة على ذلك، في المرة الأولى التي أرتدي فيها القميص، بعد أربع دقائق، سجلت هدفا، لقد كانت حقا لحظة خاصة للغاية بالنسبة لي”.
المشاركة في الكان والمونديال
شارك أبو خلال مع المنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة في الكاميرون، حيث أحرز هدفا في مرمى منتخب جزر القمر، في الدقيقة الـ88، في دور المجموعات، كما شارك مع الأسود في نهائيات كأس العالم الأخيرة في قطر، حيث أحرز هدفا في مرمى المنتخب البلجيكي، في الجولة الثانية من دور المجموعات.
في هذا السياق، يقول أبو خلال: “إنه حلم لأي لاعب أن ينافس في المونديال لبلاده، كان الأمر مميزا أن ألعب للمنتخب المغربي في المونديال، أعتقد أن الجميع رأوا أن لدينا أفضل المشجعين في العالم، حيث كانوا يحفزوننا في جميع مبارياتنا، كانت الملاعب ممتلئة. لعبنا كرة قدم جيدة وفعلنا ما لم تنجح أي دولة إفريقية في القيام به بالوصول إلى دور الأربعة، بالإضافة إلى ذلك، فقد سجلت أيضا في كأس العالم، لذا فهناك حلم آخر تحقق”.
وحول الهدف الذي أحرزه في شباك المنتخب البلجيكي، يقول أبو خلال: “وقتها، كانت عائلتي بأكملها في المنصة بجوارنا مباشرة. بصراحة تامة، في ذلك الوقت، لم أصدق ما يحدث. أدركت فقط بعد كأس العالم أن الأمر كان نعمة حقيقية”.
حلم التتويج بالكان
لم يخف أبو خلال رغبته في التتويج مع المنتخب المغربي بكأس إفريقيا للأمم، والتألق في نهائيات كأس العالم المقبلة 2026، إذ قال: “أريد أن أرتقي بأعلى مستوى ممكن، وأن أحرز أكبر قدر ممكن من الأهداف، وأن أصنع أكبر عدد ممكن من التمريرات، ومع المنتخب المغربي أحلم بالفوز بلقب، لم لا يكون كأس إفريقيا”.
في هذا السياق قال أبو خلال: “لم نفز بكأس إفريقيا منذ فترة طويلة والجميع يريد الفوز بهذا اللقب، من الواضح أن الجميع سيقولون إننا المرشحون المفضلون، من جانبنا، سنبذل قصارى جهدنا للفوز بها. لعب كأس العالم وكأس إفريقيا للأمم ليس له علاقة بدون تحقيق إنجاز لا يعني أي شيء”.
التعليقات - زكريا أبوخلال يقود تولوز للفوز بكأس فرنسا…مسار استثنائي للاعب واعد يحلم بالتتويج مع الأسود :
عذراً التعليقات مغلقة