اهتمامات افتتاحيات الصحف اليومية

شكلت قضية التضخم، والجدل حول استيراد الأبقار من البرازيل، وأداء قطاع الفواكه والخضروات أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم الجمعة.

فقد اهتمت صحيفة (ليزانسبيراسيون إيكو) بملف التضخم، حيث كتبت أنه في الوقت الذي توقعت فيه أبرز المؤسسات الوطنية والدولية استقرارا في سنة 2023، قامت سريعا بمراجعة توقعاتها الأولية نحو الارتفاع، وهذا ما حصل بشكل خاص مع بنك المغرب الذي اضطر إلى تعديل توقعاته، على ضوء تصاعد أسعار المواد الغذائية في المغرب وخارجه.

وأوضحت الصحيفة أن النبأ السار هو أن الطلب المحلي يقاوم، ويتحسن بشكل أفضل، مما يساهم بشكل إيجابي في نمو الناتج الداخلي الخام بمقدار 1.8 نقطة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام؛ مشيرة إلى أن هذا التسارع ي عزى بشكل أساسي إلى 4.6 في المئة من الزيادة في الاستهلاك العمومي.

وأشار كاتب الافتتاحية إلى أنه من ناحية أخرى، استقر استهلاك الأسر عند 2.7 في المئة، وهو ما يمثل أكثر بقليل من نصف الطلب العمومي، بسبب التراجع المستمر في القدرة الشرائية، وهذا للربع الثالث على التوالي.

وأضاف أنه لا يتوقع أن يتغير الوضع حاليا سوى بشكل طفيف، لأنه إذا كان الطلب المحلي يمكن أن يرتفع بفضل الزيادة المحتملة بنسبة 3.7 في المئة في استهلاك الإدارات العمومية، فإن استهلاك الأسر ينتظر أن يظل معتدلا.

من جهتها، تطرقت صحيفة (لوبنيون) لملف استيراد المواشي من البرازيل، الذي أثار جدلا في أوساط الرأي العام، حيث كتبت أن الوزارة المسؤولة عن الفلاحة قد ردت على موجة الجدل الذي دار خلال الأسابيع الماضية في وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص الأبقار التي تم استيرادها مؤخرا من البرازيل، حيث ذكرت أن هذه الأبقار من سلالة “نيلور” وتتميز بجودة لحومها الحمراء، وهو ما يفسر الإقبال الكبير على هذه السلالة في جميع أنحاء العالم.

وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها، أنه تم اللجوء إلى استيراد هذه الفئة من الماشية بعد استطلاع العديد من الأسواق، بما في ذلك أستراليا، للوصول إلى عرض جيد بخصوص الجودة والسعر.

وتابعت أنه تبين جدوى استيراد الأبقار بهذا السعر، والتي وصلت دفعة أولى منها تشمل 2800 رأس خلال الأسبوع الماضي، مما سيسمح للسلطات العمومية بالحد من ارتفاع الأسعار الذي أدى إلى تآكل القدرة الشرائية تماما.

وأضاف كاتب الافتتاحية أنه على الرغم من توضيح السلطات المعنية، فإن الأخبار المزيفة والتكهنات ستستمر في الانتشار على شبكة الأنترنت، الأمر الذي يتطلب من الحكومة “التفاعل والتواصل في الوقت المناسب”.

واعتبر أن من مسؤولية الحكومة مأسسة منظومة تواصلية تكون في مستوى تطور التقنيات الجديدة، لأن الأخبار المزيفة أصبحت جزءا لا يتجزأ من شبكة الويب العالمية.

على صعيد آخر، اهتمت (ليكونوميست) بأداء قطاع الخضر والفواكه، حيث كتبت أن تجمعا لمهنيين فلاحيين بعث برسالة إلى رئيس الحكومة، تدق ناقوس الخطر بخصوص ما يتعرض له قطاع الفواكه والخضر، والذي يوجد اليوم في “مأزق” حقيقي.

وأوضح كاتب الافتتاحية أن الرسالة تتضمن قائمة بما يعتري القطاع من الجفاف المزمن، وزيادة سعر التكلفة بنسبة 100 في المئة تقريبا خلال السنوات الأربع الماضية، والتكاليف الثقيلة ومستويات المردودية المنخفضة بشكل متزايد، مع وجود إدارة وصية غائبة تماما، حسب وصفهم.

وأضاف أن المتخصصين يتحدثون عن تراجعات كبيرة على مستوى الغلات والمساحات، وخسارة أسواق خارجية مهمة بسبب توقف الصادرات وسوق محلية غير متوازنة.