منذ بداية الموسم الكروي الحالي 2022/2023، وإلى حدود الجولة الـ19 من الدوري الوطني الاحترافي الأول، سجلت جميع الأندية الـ16 في الدوري الوطني الاحترافي الأول احتجاجات على التحكيم، لكن في الدورات الأخيرة، ارتفعت وتيرة الاحتجاجات أكثر، وارتفعت معها حدة البلاغات ضد هذ الحكم أو ذاك.
بعض الأندية الاحترافية شككت في مصداقية ونزاهة بعض الحكام، على غرار أولمبيك آسفي، الذي قال في بلاغ له، إن قرارات طاقم تحكيم مباراته أمام مضيفه اتحاد طنجة “كانت غير عادلة وبعيدة كل البعد عن التحكيم النزيه”، معتبرا بعض حكام البطولة “يرتبكون أخطاء عن قصد بعيدة كل البعد عن النزاهة وتخليق الممارسة الكروية في العمق”، كذلك الشأن بالنسبة لفريق الوداد الرياضي، الذي اعتبر أن مديرية التحكيم “صارت عاجزة عن وقف مسلسل الأخطاء”.
تقنية الفار .. أي جديد؟
كان الغرض من تطبيق تقنية حكم الفيديو “الفار”، استنادا إلى خبراء التحكيم في العالم، التقليل، إلى أقصى حد، من أخطاء الحكام في المباريات، والقطع مع عهد الأخطاء المؤثرة، لكن واقع الحال في الدوري المغربي، يشير إلى أن هذه التقنية مازالت لم تسهم في الحد من احتجاجات الأندية، بل إنها، حسب البعض، زادت في اعتقاد المسؤولين والجماهير بنظرية المؤامرة، وهذا ما أشارت إليه مجموعة من الأندية في بلاغاتها الاحتجاجية حين طالبت بـ”تكافؤ الفرص والحياد”.
ومعلوم الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ينص على أنه يحق للحكام العودة لهذه التقنية، أثناء المباريات، في بعض الحالات المستعصية فقط، الغير واضحة، مثلا، للتأكد من صحة ركلات الجزاء، وبعض الأخطاء المؤثرة، وحالات التسلل التي تعقبها أهداف، لكن الواقع الحالي، في الدوري الوطني الاحترافي الأول، يظهر بالملموس الاعتماد الكبير للحكام على هذه التقنية، إذ صاروا يلجؤون إليها للحسم في حالات لا تستدعي تضييع دقيقتين أو 3 من زمن المباراة.
في هذا السياق يقول محمد الموجه، الخبير في قانون التحكيم والحكم السابق، في حديث مع SNRTnews، إن هذه التقنية “لم تقدم الإضافة التي كنت منتظرة منها”، موضحا: “بعض الحكام يعودون إلى تقنية الفار للتأكد من حالات لا تحتاج إلى فار، ناهيك على أنهم يستغرقون وقتا كبيرا للحسم في الفار”.
من جهته قال يحيى حدقة، مدير مديرية التحكيم، في أحد البرامج الحوارية الإذاعية، إنه “لا يمكن إنكار الأخطاء التحكيمية” في الدوري المغربي، مستدركا: “هناك أخطاء تقديرية للحكام، وليس هناك أخطاء متعمدة”.
وتابع حدقة: “هناك تقدم في التحكيم المغربي، لكن الأخطاء واردة، وتحدث في بعض المباريات، نحن في السنة الرابعة من تطبيق الفار، ولا يمكن أن نستمر في السماح بحدوث بعض الأخطاء التي لا يجب أن تحدث أصلا”.
وكان يحيى حدقة قال، في لقاء تواصلي مع وسائل الإعلام، الاثنين 7 يونيو 2021، إن معاناة الحكام الإرهاق والضغط، قد يكون أحد أسباب ارتكابهم أخطاء في بعض المباريات الأخيرة من الدوري الوطني الاحترافي، ورغم ذلك فإن مديرية التحكيم، حسبه، لا تتوان في دعمهم وتشجيعهم.
التعليقات - الاحتجاجات على التحكيم .. الفار في قفص الاتهام :
عذراً التعليقات مغلقة