انطلاقا من مدينة الصويرة، باعتبارها واحة للعيش المشترك، كانت تجربة “أندية التعايش في التنوع”، التي تم إحداثها بمختلف جهات المملكة، في صلب لقاء احتضنه، أمس الأحد، فضاء “بيت الذاكرة”.
وبالفعل، فقد تبادرت لمنظمي أيام المواطنة المتعددة، فكرة حكيمة تمثلت في تضمين برنامجهم جلسة كاملة خصصت لتقديم شهادات تلاميذ أعضاء بهذه الأندية، ينحدرون من مدينتي الصويرة وإفران، لكي يقولوا كلمتهم بكل حرية، ويتقاسموا تجربتهم داخل هذه الهياكل.
فعلى مدى ساعات، وأمام حضور، ضم، على الخصوص، رؤساء جامعات، وشخصيات أكاديمية مرموقة، وباحثين من مختلف المشارب، تم إبراز الأهمية التي تكتسيها هذه الدينامية، التربوية والشاملة، في الوقت نفسه، وتقديرها حق قدرها، والتي تم إطلاقها من الصويرة، والثمار الملموسة لهذه الأندية ومساهمتها في نقل هذه القيم إلى الأجيال الصاعدة، والحفاظ عليها.
وشكلت هذه اللحظات القوية والمليئة بالمشاعر، والتي تخللتها أغان ومشاهد مسرحية تجسد القيم العريقة للتشاطر والتعايش بين اليهود المغاربة والمسلمين، مناسبة لهؤلاء الشباب الذين يمثلون مؤسسات تعليمية بالصويرة وإفران، لبعث رسالة في الصميم، وللطمأنة على أن مشعل الحفاظ على هذه القيم العالمية يوجد بين أيد أمينة.
وتبعث رسائل السلام، التي وجهها هؤلاء التلاميذ، بنين وبنات، والذين عبروا بمختلف اللغات (العربية، والعبرية، والفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية) بكل أريحية وثقة في الذات، على الاطمئنان وتدل على أن الأجيال الصاعدة أعادت تملك هذا الإرث الثمين.
وأبرز مستشار جلالة الملك، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة – موكادور، أندري أزولاي، في كلمة بالمناسبة، هذه المقاربة الديداكتيكية وهذا التوجه البيداغوجي، الذي تم إرساؤه منذ سنتين انطلاقا من الصويرة، واصفا بـ”التاريخية” هذه اللحظة القوية التي تعيشها الصويرة، مع هذه الشهادات المؤثرة لهؤلاء التلاميذ، والتي تبعث، في الوقت نفسه، على التفاؤل والثقة في مغرب الغد.
وأوضح السيد أزولاي أنه “من خلال شهاداتهم وكلماتهم، والتي تم التعبير عنها بثقة وبكل حرية، يبعث هؤلاء الشباب رسالة قوية إلى العالم، انطلاقا من الصويرة”.
من جهته، ذكر رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، والرئيس التنفيذي لمركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب، فريد الباشا، بأن أول ناد للتعايش خرج إلى حيز الوجود بثانوية أكنسوس، بالصويرة، علما بأن هذه البنيات تعد حاليا بالآلاف عبر أرجاء المملكة، مؤكدا أنه “لا يمكن القيام بأي شيء جيد في غياب القيم”.
من جانبه، أفاد الرئيس المؤسس لمركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري، عبد الله أوزيتان، بأن عدد هذه الأندية يفوق حاليا 5200 ناد، منوها بانخراط الأساتذة، ومؤطري هذه الأندية.
وقال إن “التزاماتنا تأتي في سياق توجه جماعي من أجل حمل هذه الهوية المغربية المتعددة، ومن هنا جاء اختيار تيمة هذه الأيام”، مضيفا أن “العمل الإنساني موكول للجميع، كل في مجاله”.
وتوخت أيام المواطنة المتعددة، التي نظمها مركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري، ومؤسسة كونراد أديناور، وجمعية الصويرة-موكادور، وبيت الذاكرة، وفيدرالية السفرديين بكندا، تسليط الضوء، أساسا، على التجربة والدينامية التي أطلقتها “أندية التعايش في التنوع”، من خلال الانفتاح، في وهلة أولى على العالم الأكاديمي، وعلى شهادات الفاعلين، ثانيا.
التعليقات - الصويرة .. حينما يبعث شباب”أندية التعايش في التنوع” رسائل اطمئنان بكون مشعل الحفاظ على القيم العالمية بين أيد أمينة :
عذراً التعليقات مغلقة