يحظى التعليم الأولي، باعتباره حلقة أساسية في عملية التكوين والتعلم والتعليم، على الصعيد الوطني، كما على مستوى إقليم اليوسفية، باهتمام كبير من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تعمل بتؤدة على تعميمه، حتى في المناطق القروية النائية.
ولتحقيق هذه الغاية، تبذل المبادرة، في إطار شراكات بناءة مع فاعلين آخرين معنيين بالشأن التربوي، جهودا كبيرة لتطوير وتعميم التعليم الأولي، في العالم القروي، من خلال إنشاء وحدات وتجهيزها بمعدات بيداغوجية وديداكتيكية حديثة ومتطورة، وتعبئة مربيات راكمن خبرة وتجربة كبيرة، ممن تملكن أحدث التقنيات التربوية في هذا المجال. هذه المقاربة الإرادية ليست وليدة الصدفة، بقدر ما تنبع من نهج عملي قائم على تشخيص دقيق للواقع على الأرض وعلى الاحتياجات المعبر عنها محليا، اقتناعا بأن أي تطور متوقع يظل رهينا بالاستثمار في العنصر البشري، منذ سن مبكرة، لجعله مواطنا حقيقيا في الغد. كما تجسد العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للطفولة المبكرة وللتربية والتكوين، والانبثاق الفكري للمواطن مدى الحياة. ويتم تنفيذ برنامج تعميم التعليم الأولي بإقليم اليوسفية بشراكة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي. وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم اليوسفية، فقد تم منذ سنة 2019 وإلى غاية سنة 2022، بناء زهاء 155 وحدة للتعليم الأولي، منها 134 وحدة توجد قيد الخدمة، و 21 في مرحلة التسليم لتجهيزها بالمعدات. أما عدد المستفيدين فيبلغ 1835 مستفيدا، في حين يصل عدد المربيات والمربين إلى 136. ومكنت جولة قام بها فريق من قناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، لقرية أزغيوير التابعة لجماعة الطياميم، التي تبعد بـ15 كلم عن مدينة الشماعية، من معاينة الجهود التي تبذلها السلطات الإقليمية، لتعميم التعليم الأولي من أجل تحقيق رفاه الأطفال المتمدرسين بهذه المنطقة القروية وآبائهم وأولياء أمورهم. وتم بناء هذه الوحدة على مساحة إجمالية تقارب 60 مترا مربعا، في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، وتتألف من قاعة للتعلم، وقاعة لعرض الصور والأنشطة الإبداعية الموازية، إلى جانب فضاء ترفيهي ومرافق أخرى. أما عدد المستفيدين المسجلين في هذه الوحدة فيبلغ 22 في المجموع (من بينهم عشر فتيات) 10 في المستوى الأول و 12 في المستوى الثاني. وتتوخى هذه الوحدة، المجهزة بالوسائل والمعدات التربوية والتعليمية المواتية، تشجيع تمدرس الأطفال ومحاربة الهدر المدرسي، وإعداد المستفيدين للمرحلة التالية المتعلقة بالتعليم الابتدائي، وتجويد التعلمات وضمان الحق في الوصول إلى هذا النمط من التعليم. كما تهدف إلى تيسير انخراط الأطفال في منظومة بيداغوجية تعزز قيم المواطنة، وتشجع على الانبثاق والابتكار، وتنبني على رؤية تربوية ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية هي التعليم والانبثاق والابتكار. وقالت حسناء مرزوق، المربية بوحدة التعليم الأولي بأزغيوير، في تصريح لقناة إم 24، إن التعليم الأولي على المستوى الوطني كما على مستوى إقليم اليوسفية يحظى بأهمية كبيرة، من خلال النهوض بتشجيع التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي اللذين يوجدان في قلب أولويات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي والقطاعات المعنية الأخرى. وأبدت ارتياحها “لكوننا نعمل بوحدات التعليم على المستوى الإقليمي، في ظروف جيدة جدا، كما أن كل الوسائل موضوعة رهن إشارتنا لإعداد التلاميذ لمرحلة التعليم الابتدائي”. أما سعيد الزبير، المشرف التربوي بإقليم اليوسفية، فأكد أنه تنفيذا لمضامين العديد من الخطب الملكية ومقتضيات القانون الإطار 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، لاسيما المحور الخاص بالنهوض بالتعليم الأولي وتسريع تعميمه على المستوى الوطني، وتنزيل خارطة الطريق 2022-2026 تحت شعار “مدرسة ذات جودة للجميع”، تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي كما القطاعات المعنية الأخرى عناية فائقة لهذا النمط من التعليم، من خلال إنشاء عدة وحدات للتعليم الأولي.
وقال إن إحداث وحدات للتعليم الأولي يأخذ بعين الاعتبار عدة خصوصيات تتصل بالأطفال وفي احترام لعدة معايير، من شأنها الاستجابة لانتظارات الأطراف المعنية، لافتا إلى انفتاح المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي على مفهوم جديد يتأسس على بيداغوجية المشروع وبيداغوجية اللعب والانفتاح على العالم الخارجي، مع اعتماد مبادئ للتعلم وضمان استقلالية الطفل. وأوضح أن التعليم الأولي يشكل ركيزة أساسية في تعزيز الاستثمار في الرأسمال البشري، منوها بالدعم الذي تقدمه السلطات الإقليمية والشركاء الآخرون والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي يبقى دورها محوريا في إنجاح هذا الورش الملكي. فمن خلال الاستثمار في النهوض بالتعليم الأولي، ما فتئت المبادرة تجعل من تشجيع التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي وضمان تكافؤ الفرص لجميع الأطفال، لا سيما في الوسط القروي، مشروعا مجتمعيا حقيقيا لا محيد عنه.
التعليقات - إقليم اليوسفية .. تعميم التعليم الأولي على رأس أولويات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية :
عذراً التعليقات مغلقة