الحلم يستمر.. “الأسود” يواصلون إسقاط الكبار ويبلغون نصف نهائي المونديال للمرة الأولى في التاريخ

واصل المنتخب المغربي كتابة التاريخ بتأهله إلى نصف نهائي كأس العالم المقامة بدولة قطر عقب الإطاحة بالمنتخب البرتغالي في ربع النهائي (1-0) الذي أجري عشية اليوم السبت على أرضية ملعب “الثمامة” بالدوحة.

ودخل “الأسود” تاريخ كأس العالم بعدما أصبحوا أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى المربع الذهبي لكأس العالم، وسيواجهون المتأهل من صدام بطل العالم، فرنسا، بإنجلترا، الذي سيجرى مساء اليوم انطلاقا من الساعة الثامنة ليلا.

وشهد التشكيل الأساسي للمنتخب المغربي تغييرين بسبب إصابة ثنائي الدفاع نصير مزراوي ونايف أكرد، إذ اعتمد الناخب المغربي على الرباعي غانم سايس، جواد الياميق، أشرف حكيمي ويحىى عطية الله، في الخط الخلفي، ويتقدمه الثلاثي سفيان أمرابط وسليم أملاح وحكيم زياش، ولم يشهد الخط الأمامي أي تغييرات بمشاركة كل من يوسف النصيري وعز الدين أوناحي وسفيان بوفال.

بداية المباراة جاءت متكافئة بين المنتخبين من سيطرة طفيفة للمنتخب البرتغالي الذي هدد مرمى “الأسود” في الدقيقة الـ5 برأسية قوية لجواو فيليكس أبعدها ياسين بونو ببراعة.

وردت الكتيبة المغربية بسرعة في الدقيقة الـ7 برأسية المهاجم يوسف النصيري مرت فوق المرمى الحارس ديوغو كوستا.

واحتكر البرتغاليون الكرة ي أول 15 دقيقة من الجولة الأولى، بينما اكتفى لاعبو المنتخب الوطني بالدفاع المتقدم والضغط على حامل الكرة ما خلق مشاكل لزملاء غونزالو راموس، الذي شارك أساسيا للمباراة الثانية تواليا بدل أفضل لاعب في العالم خمس مرات، كريستيانو رونالدو.

وبمرور ثلث ساعة من الشوط الأول، بدأت العناصر المغربية بالدخول في أجواء المباراة وحولت الضغط إلى نصف ملعب المنافس، وكاد النصيري أن يفتتح باب التهديف في الدقيقة الـ26 بعد تمريرة عرضية على المقاس من حكيم زياش لكن رأسية المهاجم المغربي مرت قريبة من المرمى.

أخطر محاولة في المباراة كانت في الدقيقة الـ31 للمنتخب البرتغالي بعد تسديدة من جواو فيليكس كانت متجهة نحو المرمى قبل أن ترطم بالياميق وترتد إلى خارج الملعب.

وسنحت لسليم أملاح فرصة ذهبية لافتتاح باب التهديف في الدقيقة الـ35 بعد تمريرة على المقاس من عطية الله لكنه سددها بعيدا عن المرمى، وبعدها سدد سفيان بوفال بين يدي الحارس.

وحملت الدقيقة الـ42 أخبارا سارة الجماهير المغربية بعدما ارتقى يوسف النصيري فوق الجميع وحول كرة عرضية إلى الشباك البرتغالية، مانحا “الأسود” تقدما مستحقا (1-0).

وأهدر المنتخب المغربي فرصة الهدف الثاني في الدقيقة الـ(2+45) بعد مرتدة خاطفة انتهت بتمريرة فوق طبق من ذهب إلى يحيى عطية الله، المنفرد بالحارس، لكنه سدد كرة قوية مرت بعيدا عن المرمى، ليسدل ستار الجولة الأولى بتفوق مغربي (1-0).

وعكس ما كان متوقعا، حافظ الركراكي على نهجه التكتيكي وضغط على المنتخب البرتغالي في مناطقه، بل وكاد يباغته بهدف ثان في الدقيقة الـ50 من ضربة خطأ مباشرة تصدى لها الحارس البرتغالي بصعوبة.

وخلطت أوراق المدرب وليد الركراكي بعد الخروج الاضطراري للقائد غانم سايس ودخول أشرف داري في الدقيقة الـ56.

أمام الضغط البرتغالي، بدخول رونالدو، بحثا عن التعديل، واصل الناخب المغربي تغييراته لإعطاء نفس للخط الأمامي، فأخرج يوسف النصيري وأشرك وليد شديرا، وتحصين مناطقه الدفاعية بإدخال بدر بانون مكان سليم أملاح.

وواصل المنتخب البرتغالي استحواذه على الكرة بيد أنه وجد صعوبة كبيرة في اختراق التنظيم الدفاعي للمنتخب المغربي، فاعتمد على الكرات الطويلة والثابتة.

وفي ظل تراجع المخزون البدني لبعض اللاعبين، أخرج الركراكي كلا من حكيم زياش وسفيان بوفال، وأشرك يحيى جبران وزكرياء أبو خلال.

وأنقذ ياسين بونو مرماه من هدف محقق في الدقيقة الـ82 بعد تسديدة صاروخية قريبة من جواو فيليكس ارتمى الحارس المغربي ببراعة وحولها إلى خارج الملعب بأطراف أصابعه.

وشهدت الدقيقة الأخيرة من عمر الجولة الثانية طرد وليد شديرا الذي جخل بديلا في الجولة الثانية عقب تلقيه الإنذار الثاني، ليكمل “الأسود” الوقت بدل الضائع من المواجهة بنقص عددي، لكن رجال المدرب وليد الركراكي واصلوا الدفاع عن المرمى ببسالة حتى إطلاق صافرة نهاية اللقاء بفوز وتأهل تاريخي لـ”الأسود” على حساب البرتغال.