تم يوم السبت 26 نونبر 2022 بمدينة الثقافة والفنون بآسفي، تكريم الشيخين الفاضلين الدكتور العلامة عبد الهادي حميتو ، والقارئ العالمي الشيخ لعيون الكوشي وبعض أهل القران والفضل والإحسان، في الندوة العلمية الجهوية التي نظمتها المجالس العلمية المحلية لجهة مراكش آسفي، تحت عنوان “الإشعاع القرآني لحاضرة المحيط ومنطقة عبدة الغراء : مراكز العطاء وأعلام القراء “.
واعتبر المتتبعون هذا التكريم بالالتفاتة الطيبة، خاصة وأن الأمة التي تكرّم علمائها وشيوخها الأجلاء وآهل القران من الحفاظ والقراء، أمّة حيّة وتتحلى بيقظة فكرية، ووعي حضاري أصيل ومتين، وإنَّ تكريم العلماء والشيوخ والقراء عامة من دلالات المحبّة والوفاء لرجال لم يدّخروا جهداً في سبيل الرقي بواقع الوطن عبر تحسين مستوى وعي أبنائه، والارتقاء بمستواه الفكري والثقافي من التنظير إلى الممارسة بمواصلة العطاء دون حدود، ودون أن يتوقّف الإنتاج في سنّ معينة، أو رغبة في الاعتزال أو الخضوع للراحة والخمول.
وقد افتتحت هذه الندوة التي حضرها العديد من العلماء والقراء والباحثين والأساتذة وطلبة القرآن الكريم وعموم المواطنين، بتلاوة عطرة للقارئ الشيخ لعيون الكوشي، صاحب الصوت الشجي و الذي لا تلوين يطبعه ولا تكلّف يسبغه، يأتي مُنسابا إلى أذن السامع بدون مشقة ولا عناء، يتسم بالطابع المغربي الأصيل الذي لا يخفى على كل منصت لبيب.
وأوضح رئيس المجلس العلمي بآسفي الاستاذ المصطفى سليمي، في كلمته، أهمية هذا المحفل القرآني والمجلس الرباني النوراني لمريد من كتاب الله ما يريد، مشيرا إلى أن المجالس العلمية المحلية بالجهة ، قد درجت على إحياء هذه السنة الحميدة لهذه السنة، وهي الندوة الجهوية التي تسند في كل سنة إلى مجلس علمي محلي بالجهة.
ومن جهته، ذكر المنسق الجهوي للمجالس العلمية بالجهة الدكتور محمد عز الدين العيار الإدريسي رئيس المجلس العلمي لمراكش، مناقب أهل آسفي والى تاريخها العلمي الحافل وبعض أعلامها العاملين من علماء وصالحين ممن كتبوا هذا التاريخ ورصعوه بما قدموه من انجازات علمية خالدة وما خلفوا من أعمال خيرية جارية، متمنيا أن تحقق هذه الندوة العلمية الجهوية أهدافها المرجوة وأن يكون ما سيقدم فيها من أبحاث ودراسات إضافات نوعية للرصيد العلمي للجهة عامة ولأسفي على وجه الخصوص .
وشدد المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية الاستاذ الحسين جمامو، في كلمته، على أهمية المشاركة في هذا الملتقى المشاركة المبارك الذي يمكن اعتباره تشريفا واعترافا لمدينة آسفي خاصة ومنطقة عبدة عامة، لما أنجبته هذه الأرض المعطاء من صلحاء من أمثال الشيخ أبي محمد صالح وعلماء وقراء داع صيتهم بالمغرب وخارجه من بينهم الشيخ العلامة الجليل عبد الهادي احميتو والشيخ حميد الدمسيري واخرون أهل القران .
وأشار الاستاذ الحسين جمامو، إلى المؤسسات التعليمية الخاصة بتعليم وتحفيظ القرآن الكريم المتواجدة بالإقليم، ومن بينها: مدرسة الإمام نافع للتعليم العتيق والتي يشرف عليها والشيخ حميد الدمسيري ومدرسة سيدي الراضي التي كان يشرف عليها المرحوم الفقيه احمد جميل، والمدرسة العتيقة العرفان التي يشرف عليها الدكتور عبد الرزاق الوزكيتي ومدرسة لحنيبلات التي كان يشرف عليها الفقيه إبراهيم الفاطمي، كما تتوفر مدينة آسفي، يقول المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية، على ما يفوق 350 كتابا قرآنيا، تشرف عليه المندوبية، و 117 مركزا للتحفيظ يشرف عليه المجلس العلمي المحلي ، كما تعرف مدينة آسفي توافدا لعدد من الطلاب من خارج الإقليم للدراسة في مدارس التعليم العتيق التي تضاهي في سمعتها أكثر المدارس العتيقة بجميع ربوع المغرب
وقد عرفت هذه الندوة العلمية الجهوية عدة مداخلات قيمة للأساتذة الأجلاء، تناولت بالدرس والتحليل محاور الجلستان العلميتان وهي:
الجلسة العلمية الأولى : آسفي: تاريخ وعطاء وإشعاع ومراكز إفادة وإمتاع.
الموضوع الأول، تحت عنوان “أصداء شيخ الإقراء وإمام المقرئين العبديين سيدي سعيد الجرموني العبدي ( 1380ه ) بمدرسة سيدي الزوين ، ومن أدر كناهم من خريجي مدرسته من القراء” ، للدكتور عبد الهادي حميتو .
الموضوع الثاني: تحت عنوان “آسفي الشعلة، فرائد من تاريخها في العلم والجهاد والإصلاح والوطنية”، للأستاذ الباحث المؤرخ إبراهيم كريدية.
الموضوع الثالث : “الأسانيد والإجازة القرآنية بمنطقة عبدة، أوضاع وآفاق الأحياء”، للدكتور عبد الله البخاري .
الموضوع الرابع: “التحقيق الخرائطي لحواضر عبدة وبعض مظاهر الحياة الاجتماعية والدينية بها”، للدكتور محمد كلاد أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والحقوق والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش .
الموضوع الخامس: “مظاهر الاحتفاء في جهور المجلس العلمي لآسفي وعنايته بأعلام القراء”، للدكتور عبد الرزاق الوزكيتي عضو المجلس الأعلى .
الجلسة العلمية الثانية أعلام القراء ومناهج الإقراء
الموضوع الأول : “المدرسة العلمية العتيقة بالشماعية ، تاريخ وإعلام استمداد وإمداد”، للأستاذ عبد القادر المني رئيس المجلس العلمي المحلي باليوسفية .
الموضوع الثاني : “ذكريات ومذكرات مع شيخ القراء والقراءات الطاهر الحريري رحمه الله” للدكتور حسن حميتو أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر اكدير .
الموضوع الثالث : “منهج الافراء في المدرسة المغربية مدارس عبدة نموذجا” للأستاذ حميد الدمسيري عضو المجلس العلمي المحلي لآسفي .
الموضوع الرابع: “جهود الشيخ علال القاسيمي العبدي في خدمة القراءات”، للدكتور عبد الكريم الحريري أستاذ التعليم العتيق وعضو زائر بمختبر التنمية والعلوم الإنسانية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة .
الموضوع الخامس: “إسهام المرأة في الدرس القرآني والتأطير الديني تحت إشراف المجلس العلمي لآسفي” للدكتورة ربيعة بقلاني، عضو المجلس العلمي المحلي لآسفي .
الموضوع السادس : “إعلام القراءات القرآنية بآسفي، أمناء رواية وعلماء دراية” للدكتور يوسف شهاب أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية جامعة الحسن الثاني .
واختتمت الندوة العلمية الجهوية بالدعاء الصالح بعد بقراءة جماعية بالروايات القرآنية بالطريقة المغربية ، و تلاوة البرقية المرفوعة إلى مقام مولانا أمير المؤمنين محمد السادس أيده الله ونصره.
التعليقات - صور..تكريم الدكتور العلامة عبد الهادي حميتو، والقارئ العالمي الشيخ لعيون الكوشي وبعض أهل القران والفضل والإحسان. :
عذراً التعليقات مغلقة