لم يكن أكبر المتفائلين يعتقد أن الطعنات التي تلقاها الثهامي المسقي وهو يقرر خوض الانتخابات البرلمانية الماضية تحت لواء حزب التجمع الوطني للأحرار، وسحب تزكية الترشيح منه في الدقائق الأخيرة من عمر المعترك الانتخابي، أنه سيكون قادرا على الوقوف مجددا ومجابهة مثبطات تحدي الحصول على مقعد برلماني.
وقف الرجل بسرعة، وبعزيمة كبيرة ليخوض السباق متسلحا بالنخلة، التي سرعان ما أطعمته ثمارها وحملت الرجل نحو قبة البرلمان، في لحظات كان فيها عدد من المتربصين به، يواصلون محاولات اسقاطه من جديد، وهو الذي الواقف للتو من سقطة غدر حمامة التجمع الوطني للأحرار.
طعن انتخابي سخر له مرشح سرعان ما اختفى عن الأنظار، بعد أن نفذ وبإتقان خطة من يعتقدون أن الحقل الانتخابي والسياسي بآسفي هو ملك لهم وحدهم، وهم المتحكمون في رسم خريطته، وهم القادرون على اسقاط من رفض أن يدور في فلكهم.
سقطة الطعن الانتخابي الأخير، لم تقضي على عزيمة الرجل، بل أعادت من جديد المسقي الى الواجهة بعزيمة أكبر، وبثبات على قرب تحقيق نصر جديد.
تأكد الرجل أن إعادة التنافس على مقعده البرلماني المطعون فيه، هي مرآة كشفت له صغر حجم من كان يظن أنهم يبادلونه نفس الغيرة ونفس التلاحم، وأدرك القيمة الحقيقية لأشخاص كانوا مقربين منه، وتأكد المسقي أن هذه الانتخابات الجزئية قد أظهرت له حبا واسعا من طرف شريحة واسعة من أبناء إقليم آسفي، والذين لن يدخروا جهدا في اعادته مجددا الى قبة البرلمان.
ولأن المسقي كان يؤمن فقط بقدرة الله وحده على إعادة الاعتبار له من غدر الحمامة، ودسائس المتحكمين في عفن الحقل الانتخابي بإقليم آسفي، فقد حملت الساعات الأولى من انطلاق الحملة الانتخابية الجزئية بإقليم آسفي، خبر حكم قضائي نهائي صادر عن محكمة النقض في حق البرلماني محمد الحيداوي، وهو الحكم الذي قد يقرب الحيداوي من مغادرة قبة البرلمان، بعد أن كان قد انتشى قبل أشهر بحصوله على تزكية حزب الحمامة لمجلس النواب، التزكية التي شكلت طعنا في ظهر الثهامي المسقي الذي ظل ورغم ذلك الطعن متسلحا بإيمان راسخ بأن القدر سينتقم له من كل من حاولوا اسقاطه، وتركيعه.
من يكنون للمسقي حقدا دفينا، يدركون عنفوانه، وأن راسو قاسح ، وأن يده لم تتسخ بمال المؤسسات المنتخبة، ويدركون جيدا أن ما راكمه الرجل من رصيد مالي، هو تحصيل حاصل لنجاح رجل عصامي في تكوين مؤسسات عقارية ناجحة بعدد من المدن المغربية.
عمق وقيمة الأداء البرلماني لن يقاس بعدد الأسئلة الكتابية والشفوية داخل قبة البرلمان، ولكن يقاس ويدرك أيضا من خلال العمل الاجتماعي الذي يمكن أن يجسده أي منتخب على أرض الواقع، وهو الأمر الذي نجح في تكريسه وتجسيده المسقي على أرض الواقع، بل برز بشكل لافت في دعم عدد من المبادرات الاجتماعية
التعليقات - باش قتلتي باش تموت..القدر ينتقم للمسقي من غدر الحمامة والحيداوي يقترب من مغادرة قبة البرلمان :
عذراً التعليقات مغلقة