جرى صباح اليوم الخميس بمقر عمالة إقليم شيشاوة ، حفل تنصيب بوعبيد الكراب الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاملا على هذا الإقليم، بحضور والي جهة مراكش آسفي كريم قسي لحلو، وسمير كودار النائب الأول لرئيس مجلس جهة مراكش آسفي، وممثلي السلطة القضائية ورجال السلطة ورؤساء المصالح الخارجية ورئيس المجلس العلمي المحلي والمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني.
وبعد تلاوة ظهير التعيين ، أبرز وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي ، الذي ترأس حفل التنصيب ، السياق الذي يندرج فيه هذا التعيين والذي يتميز برهانات كبرى مطروحة على المملكة ويمكن للجماعات الترابية أن تلعب أدوارا حاسمة في كسبها باعتبارها فاعلا أساسيا في تحقيق أهداف التنمية المتوازنة والمنصفة والمستدامة.
وذكر برهان تجديد النموذج التنموي الوطني الذي رفعه المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية وتوفير العيش الكريم للمغاربة وفق منظور يضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد.
وأوضح في هذا الصدد، أن التوجيهات الملكية السامية رسمت خارطة طريق مضبوطة من أجل تحقيق هذا المسعى التنموي تستند إلى مجموعة من التدابير الدقيقة وخاصة ما يرتبط بالمستويين الاجتماعي والاستثماري وكذا ما يتعلق بالرفع من فعالية الإدارة.
فبخصوص الشأن الاجتماعي ، يقول الوزير ، آن الأوان لإجراء مراجعة وإعادة هيكلة شاملة للسياسات والبرامج المتعلقة بالدعم والحماية الاجتماعية من أجل تحسين مردوديتها وجعلها تستجيب بشكل أكثر ملاءمة وفعالية لحاجيات الفئات المستهدفة.
ودعا إلى ايلاء نفس القدر من الأهمية التي يوليها صاحب الجلالة لقضايا التعليم ووضعها في صدارة انشغالات الشأن المحلي وبرامج التنمية المحلية باعتبار الاستثمار في التعليم استثمار في المستقبل وفي تنمية الرأسمال البشري الذي يعد الركيزة الأساسية لمختلف المشاريع التنموية محليا وإقليميا وجهويا وعلى المستوى الوطني ككل.
ومن التدابير الأخرى المرتبطة بالشق الاجتماعي التي أشار إليها أمزازي ، العمل على اطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتعزيز مكاسبها وإعادة توجيه برامجها للنهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة مع دعم الفئات في وضعية صعبة وإطلاق جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل ولفرص الشغل.
كما ينبغي العمل ، يضيف الوزير، على تصحيح الاختلالات التي يعرفها تنفيذ برنامج التغطية الصحية “راميد” وذلك بالموازاة مع المجهودات المبذولة من أجل إعادة النظر بشكل جذري في المنظومة الوطنية للصحة لتحسين خدماتها وتحقيق تكافؤ الفرص في الاستفادة منها.
وارتباطا بمجال الاستثمار ، أكد المتحدث أن الأمر يتطلب احداث نقلة نوعية على هذا المستوى للتمكين من حفز الاستثمار الوطني وجلب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الاقتصاد التنافسي من خلال تنفيذ برامج التنمية الاقتصادية وإصلاح المراكز الجهوية للاستثمار وتبسيط مساطر الاستثمار وانجاز المشاريع في انتظار بلورة ميثاق اللاتمركز إداري وإخراج الميثاق الجديد للاستثمار.
كما أكد على أن تعزيز فعالية الإدارة لجعلها دعامة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية سواء تعلق الأمر بالإدارات العمومية أو بالجماعات الترابية التي ينبغي أن تبقى باستمرار قريبة من انشغالات المواطنين وتقدم لهم خدمات تتسم بالجودة والنجاعة وترقى إلى مستوى انتظاراتهم ، يشكل المدخل الأساسي لإرساء النموذج التنموي المرغوب فيه.
وأبرز ، أيضا، ضرورة النهوض بأوضاع الشباب وتوفير الظروف الضرورية من أجل اعدادهم للمستقبل وتحرير طاقاتهم وتهييئهم للانخراط الفعال في الحياة الوطنية وتنمية شخصيتهم لتحمل المسؤولية والنهوض بواجبات المواطنة وتأهيلهم ليلعبوا دورهم كمحرك للتنمية ، وكذا تعزيز انفتاحهم الفكري وخاصة من خلال تمكينهم من خدمات القرب ثقافيا وفنيا ورياضيا وتكنولوجيا..
التعليقات - بالفيديو والصور: وزير التربية الوطنية يدعو خلال تنصيب العامل الجديد على إقليم شيشاوة الى لعب الجماعات لدورها في تحقيق التنمية المتوازنة والمنصفة والمستدامة :
عذراً التعليقات مغلقة