ما يزال ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا غامضا، ففي الوقت الذي مازالوا ينتظرون من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار اتخاذ اجراءات وتدابير استعجالية من إدماجهم في الجامعات المغربية، راجت أخبار عن إمكانية استقبالهم من طرف جامعات ببلاروسيا وتركيا، ما جعلهم ذلك يعيشون حالة من القلق والخوف بسبب ما وصفوه بـ “الضبابية” التي أصبحت تلف مستقبلهم الدراسي.
وفي هذا الصدد، دعت خولة، طالبة سنة ثانية بيطرة، “وزارة التعليم العالي إلى الإسراع بإيجاد حل لجميع الطلبة العائدين من أوكرانيا لإنقاذ مستقبلهم الدراسي”، موضحة أن “وزير التعليم العالي سبق وصرح بأنه سيتم تنظيم مباريات لإدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا في الجامعات والمعاهد العليا خلال شهر يوليوز، لكنه لم يحدد الموعد بعد”.
وأضافت أنه ليس لديها مانع بخصوص إجراء مباراة للولوج للجامعات المغربية، معتبرة أن هذا الحل يبقى هو الأكثر واقعية في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها الطلبة، لتضيف قائلة ” تراودني حاليا العديد من المخاوف بشأن مستقبلي الدراسي، الأمر الذي أصبح يشكل لي هاجسا مقلقا يشعرني أحيانا بفقدان الأمل”.
وبخصوص الأخبار التي تم تداولها بشأن فتح الجامعات البيلاروسية أبوابها أمام الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا لاستكمال دراستهم، أوضحت خولة أنها ترفض استكمال دراستها في الجامعات البيلاروسية أو في إحدى الدول المجاورة، قائلة “تكاليف الدراسة في هذه الدول تفوق تلك التي تطلبها الجامعات في أوكرانيا، إلى جانب مشكل اللغة “.
وفي نفس الاتجاه، أوضحت يسرى، الطالبة سنة ثالثة طب أسنان، في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، أن هذا الأمر يتطلب الحصول على الوثائق من الجامعات الأوكرانية ونقلها للجامعات البيلاروسية، إلى جانب تكاليف الدراسة التي ستكون باهظة الثمن مقارنة مع أوكرانيا.
كما أكدت يسرى أنها تطمح إلى مواصلة دراستها في أوكرانيا، في حال هدأت الأوضاع هناك، وتوصل طرفا الأزمة إلى حل، حتى يتمكن الطلبة من العودة لاستكمال دراستهم خلال الموسم الدراسي المقبل، متابعة بالقول “من الصعب أن يتم إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا في المغرب، فرغم العديد من الاحتجاجات والمراسلات مع الوزارة إلا أن هذا الملف لم يعرف انفراجا”.
وفي وقت يطالب بعض الطلبة العائدين من أوكرانيا بإدماجهم في الجامعات المغربية، فضل آخرون متابعة دراستهم عن بعد حتى تهدأ الأوضاع، لا سيما أن بعضا منهم تمكنوا من الحصول على شواهدهم الجامعية. ففي تصريحات متفرقة، أكد عدد من الطلبة المغاربة الذين تعذر عليهم العودة إلى المغرب، في اتصال هاتفي مع “الصحراء المغربية”، أنهم تمكنوا من الحصول على شواهد الجامعية، بعد إجراءهم لاختبارات عن بعد.
وفي هذا الاتجاه، أكد عبد القادر اليوسفي، رئيس الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا، “رفض الجمعية لإدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا في الجامعات والمعاهد العليا بناء على إجراء مباراة، وبالشروط نفسها التي يخضع لها جميع الطلبة، ونقص سنة من المستوى الدراسي”، موضحا “تشبت الجمعية بمطلب إدماجهم مباشرة في الجامعات والمعاهد العليا”، كاشفا أن الجمعية “مستعدة مستقبلا لخوض كل أشكال النضال التي يسمح بها القانون لتحقيق الأهداف التي أسست من أجلها”.
وطالب اليوسفي، في تصريح للجريدة، الوزارة المعنية بـ “فتح باب التواصل وإشراك الجمعية في الحوار من أجل إيجاد حل توافقي مرض للطرفين”، مضيفا أن الجمعية “قامت بعقد اجتماع يوم الاثنين الماضي عن بعد مع القائم بالأعمال بالسفارة الأوكرانية، أكد من خلاله على ضرورة الاستمرار في الحوار مع السفارة لتتبع المستجدات في ما يخص الدراسة عن بعد، وكيفية أداء الرسوم الدراسية، والحصول على الوثائق من الجامعات الأوكرانية لفائدة المتخرجين منها برسم السنة الجامعية الحالية خاصة، ولفائدة كل من يرغب في سحب وثائق ملفه الدراسي”.
وأضاف أن وزارة التعليم العالي الأوكرانية تدرس إمكانية متابعة الطلبة المغاربة، ما تبقى من سنتهم الدراسية في تركيا أو جورجيا، مشيرا إلى أن اتمام الدراسة في إحدى الدول المجاورة لأوكرانيا أو في الجامعات البيلاروسية “يحمل مجموعة من الصعوبات، بالتالي يجب على الوزارة التدخل لحل هذا الملف قبل حلول الموسم الجامعي المقبل”.
التعليقات - الطلبة العائدون من أوكرانيا بين تأخر مطلب الإدماج وصعوبة الدراسة في دول أخرى :
عذراً التعليقات مغلقة