روزيلا الحاملة للجنسيتين الأسكتلندية والإنجليزية بعد اختيارها المنتخب المغربي: المغرب أقرب إلى قلبي من إنجلترا وإسكتلندا

نحيفة، متوسطة الطول، تبدو هادئة، سواء داخل الملعب أو خارجه، تتقدم بخطوات واثقة ومتثاقلة إلى المنطقة المختلطة في ملعب مولاي عبد الله، حيث ينتظرها بعض الصحافيين المغاربة والأجانب بعد كل مباراة للمنتخب المغربي، ترد على أسئلتهم بتلقائية وعفوية، دون اعتراض أو انزعاج، تبدو ملامح وجهها تمزج بين العرق العربي المغربي الأصيل، والعرق البريطاني.

روزيلا أيان، لاعبة فريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي والمنتخب الوطني المغربي النسوي، من مواليد 16 مارس 1996، ملهمة الكثير من الفتيات البريطانيات، اللائي يتخذنها قدوة للسير على دربها، تعتبر اللعب للمنتخب المغربي “فخرا كبيرا”، قائلة، في تصريح لموقع SNRTnews: “اختياري اللعب للمغرب يعني لي الكثير، هذا فخر بالنسبة لي، ربما كان قرارا صعبا في البداية، لكني وجدت المغرب أقرب إلى قلبي”.

منذ انضمام روزيلا أيان إلى المنتخب الوطني المغربي، شهر يونيو 2021، وهي تحظى باهتمام كبير من طرف المتتبعين والمهتمين بكرة القدم النسوية في المغرب، بحكم أنها فضلت الانضمام إلى اللبؤات، مع أنه كان بإمكانها اللعب للمنتخب الأسكتلندي في إحدى البطولات الأوروبية، لكنها رفضت، كما كان بإمكانها اللعب للمنتخب الإنجليزي، أيضا، خاصة وأنه سبق لها أن لعبت لفئة الصغيرات، لأقل من 17 سنة وأقل من 19 سنة.

في هذا السياق، تؤكد روزيلا أيان، في لقاء مع SNRTnews بعد مباراة المنتخب المغربي الأخير أمام أوغندا، أن قرار اختيارها اللعب للمغرب “كان قراري وحدي، أنا من اتخذته، وهذا قرار يعني لي ولعائلتي الشيء الكثير”، مشيرة إلى أنه أصبحت لديها “علاقة خاصة مع المغرب”، قائلة: “هناك أحاسيس خاصة وأنا ألعب للمنتخب المغربي”.

ولدت روزيلا أيان في بلدة “ريدينغ”، بإنجلترا، وبدأت مسارها الكروي وهي في السادسة عشر من عمرها، سنة 2012، مع نادي تشيلسي الإنجليزي، ثم لعبت، على سبيل الإعارة، لأندية ميلوال، بريستول سيتي، إيفرتون، وفي سنة 2017، وكانت على موعد مع أول تجربة احترافية خارج إنجلترا، حين انتقلت إلى قبرص حيث لعبت لفريق “أبويل ليماسول” 15 مباراة، أحرزت خلالها 14 هدفا.

عن تجربتها الاحترافية في قبرص، تقول أيان، في تصريح سابق لأحد المواقع المتخصصة في الموضة “soccerbible”: “كان الوقت مناسبا لخروجي لكي أتعلم أشياء جديدة وأعتمد على نفسي، لقد كانت تجربة غريبة في الابتعاد عن المنزل لأول مرة في حياتي، أذكر أنه حين رافقتني والدتي إلى المطار، بكيت كثيرا وأنا أودعها وأتجاوز الحواجز الجمركية، لم أكن أعلم إن كنت سأراها مرة أخرى، كنت أعتقد أن قبرص قريبة من إنجلترا، على بعد ساعتين، اعتقدت أن الطائرة ستحط بعد ساعتين فقط، لكن الرحلة استغرقت خمس ساعات ونصف”.

وحول اختيارها ممارسة كرة القدم، تقول روزيلا أيان إنها فكرت كثيرا في إنهاء علاقتها مع كرة القدم، والتفرغ لدراستها، لكن بعد تألقها في نادي توتنهام، الذي انتقلت إليه سنة 2019، وبعدما بدأت تصلها العديد من الرسائل من آباء وأولياء فتيات معجبات بها، يتخذنها قدوة، قررت الاستمرار في الميادين.

انضمت روزيلا أيان إلى المنتخب الوطني المغربي شهر يونيو 2021، وكانت أول مباراة لها مع اللبؤات ضد مالي، في ملعب الأمير مولاي الحسن، حيث أحرزت هدفا من أول دقيقة، قالت عنه: “لقد ذهلت من نفسي عندما شاهدت ردة فعلي بعد الهدف، شعرت بالارتباك الشديد، لم أصدق ذلك حقا، لكني فكرت، مباشرة، في مدى فخر عائلتي وأصدقائي بي، وبلعبي للمنتخب المغربي، لقد كان شعورا رائعا”.

لدى روزيلا أحلام كبيرة مع المنتخب الوطني، إذ أنها تتطلع إلى الفوز مع اللبؤات بكأس إفريقيا للأمم، المقامة، حاليا، في المغرب، في الفترة الممتدة ما بين 2 و23 يوليوز، كما تتطلع إلى المشاركة في نهائيات كأس العالم “المونديال”.

في هذا السياق، تقول روزيلا أيان، في تصريح لموقع الاتحاد الدولي “فيفا”: “في كل تجمع تدريبي أشارك فيه، أقول للفتيات، إما أن نفوز بهذه البطولة (كأس إفريقيا)، أو نتأهل إلى كأس العالم، إما أن نحقق هذه أو تلك، الوصول إلى كأس العالم، المونديال هو الحد الأدنى، لقد قلت ذلك منذ البداية، وسوف أستمر في ترديده حتى يحدث”.

وبخصوص حظوظ المنتخب الوطني في هذه التظاهرة القارية، قالت روزيلا أيان، في لقائها مع موقع SNRTnews: “لدينا فريق جيد، استطعنا أن نخطو أول خطوة، من خلال التأهل إلى دور الربع، يجب أن نواصل العمل خطوة بخطوة، لدينا فريق منسجم ومجتهد وبإمكانه فعل شيء ما في هذه البطولة”.

بعيدا عن كرة القدم، تهتم روزيلا، في حياتها الشخصية، بعالم الموضة والأزياء، إذ أنها تتطلع إلى احتراف هذا المجال بعد اعتزالها اللعب، خاصة وأنها، حاليا، لديها عقود اسشهارية مع إحدى شركات الموضة، تقول، في هذا السياق، في لقائها مع “soccerbible”: “أتطلع إلى معرفة هذا المجال أكثر، دائما ما كان يثير اهتمامي، لكنه لم يكن خيارا بالنسبة لي، لكن، الآن، مع المزج بين كرة القدم والموضة بدأت الأبواب تفتح لي ببطء، وأنا أستمتع بهذا الأمر، كما أني أحب التعرف على ثقافات جديدة وتوسيع آفاقي المعرفية، مثل تعلم الموسيقى واللغات، أحب أن أكون قادرة على التحدث بلغات مختلفة، إنه شيء حاولت متابعته أكثر من مرة، كما أحب الاندماج في ثقافات مختلفة والتعرف على أماكن أخرى والسفر كثيرا لاكتشاف ثقافات أخرى، هذا الأمر يساهم في تنمية المعارف الشخصية”.

وبخصوص علاقتها مع محبيها، سواء في عالم الموضة أو كرة القدم، قالت روزيلا أيان: “أحب أن أستيقظ على رسائل من الآباء يكتبون لي إن طفلتهم الصغيرة تريد أن تلعب مثلي، ليس هناك شعور أفضل، لأنك تدرك أنك قادر على خلق إيجابية في المجتمع”.

تظهر روزيلا أيان منسجمة كثيرا مع لاعبات المنتخب الوطني المغربي خلال المباريات الإفريقية، إذ تحاول جاهدة خلق الفرص والدفاع عن الراية المغربية، فرغم أنها تجد صعوبة في منافسة اللاعبات الإفريقيات بدنيا، إلا أنها تقاوم وتستميت مدافعة بإخلاص عن الراية المغربية.