تخليد الذكرى 17 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بآسفي

وتم خلال هذا الحفل، الذي ترأسه عامل إقليم آسفي، رئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، السيد الحسين شاينان، تسليط الضوء على مسار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وخصوصا حصيلة برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، الذي يندرج في إطار برامج المرحلة الثالثة من المبادرة (2019 – 2023).

واستعرض شاينان، في كلمة افتتاح الحفل، المسار الذي قطعته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي “أصبحت تعتبر توجها غير مسبوق من حيث مقاربتها لمكافحة التفاوتات المجالية والنهوض بالتنمية المندمجة، وتكريس ثقافة التضامن والتماسك الاجتماعي”.

وأوضح أن المبادرة تقوم أيضا على خلق الالتقائية الفعالة بين المواطنين، والسلطة، والمنتخبين، والجمعيات ومصالح الدولة، وإرساء الحكامة الجيدة والمساهمة في توحيد الأفكار ومناهج العمل، وذلك من خلال مقاربة مندمجة وشمولية يتوخى من خلالها استفادة الساكنة المحلية من برامج المبادرة والرفع من مؤشرات التنمية البشرية، والسهر على تفعيل مبدأ الالتقائية في مشاريعها مع باقي برامج التنمية لمختلف القطاعات الحكومية والجماعات الترابية، وفق المخططات الاقتصادية والاجتماعية.

كما تطرق إلى مرتكزات برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، والذي يهدف إلى ضمان الإندماج الفعال للشباب في الاقتصاد الوطني، مع تحسين وضعهم الاقتصادي والاجتماعي، عبر التنزيل الفعلي لبرنامج الدعم الكامل المخصص للشباب حاملي المشاريع، في جميع مراحل تأسيس المشروع.

وأضاف أن هذا البرنامج يسعى أيضا إلى النهوض بالتنمية الاقتصادية المحلية والإشكاليات المتعلقة بالبطالة لدى الشباب، وذلك عبر تحسين نسبة التشغيل لفئة الشباب من خلال توسيع نطاق الوصول إلى فرص الشغل، وعبر التوجيه والتدريب حسب سوق الشغل والمهارات المتوفرة، وتعزيز ريادة الأعمال وتطوير سلاسل القيمة التي ستخلق فرص عمل للشباب، وتعزيز قدرات الجهات الفاعلة في إدماج الشباب لمزيد من التنسيق مع  المكونات الرئيسية للبرنامج، وتحسين الوصول إلى فرص العمل والادماج الاقتصادي للشباب،  وكذا دعم ريادة الأعمال لفائدة الشباب وتنمية القطاعات ذات الإمكانات العالية.

وأشار، في معرض حديثه عن حصيلة المشاريع التي تم تمويلها في اطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بإقليم آسفي، إلى أن عدد الشباب الذين تم تمويل مشاريعهم والذين تم تقديمهم من طرف جمعيات مقدمي الخدمات، وصل إلى 170 شابا وشابة، تمكنوا من خلق مقاولاتهم بغلاف مالي اجمالي يصل الى  25,63  مليون درهم ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب14,76 مليون درهم، وحاملو المشاريع ب10,87 مليون درهم، مبرزا أن نسبة الانجاز تصل الى 90 بالمئة.

من جهة أخرى، وفي ما يخص برنامج مواكبة سلاسل الإنتاج ذات إمكانات التشغيل العالية، فيستهدف 400 مقاولة صغيرة جدا وتعاونية على مستوى جهة مراكش – آسفي الفاعلة منذ سنتين في سلاسل القيمة المحددة، بحيث تم تحديد القطاعات الأولية على مستوى كل إقليم وإنجاز الدراسات الخاصة بسلاسل القيم، من أجل تحديد فرص التنمية الاقتصادية المحلية، في انتظار تقديم الدعم المالي للمشاريع ذات التأثير القوي، اعتمادا على الدراسات المنجزة والمواكبة، والتكوين، والتتبع والتقييم.

وكشف أنه تم في هذا الاطار اختيار 9 سلاسل على صعيد الجهة، تهم النسيج، والنباتات العطرية والطبية، والسياحة البيئية، والمنتوجات النباتية ، وأركان، والحليب، والزيتون، وتثمين المنتجات البحرية، والترميز المعلوماتي.

وقام السيد شينان والوفد المرافق له، في ختام الحفل، بزيارة  ميدانية إلى فضاء الشباب  الخاص بجمعية (اناكتيس)، وستة مشاريع تم تمويلها في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.

ويتعلق الأمر بمشروع وحدة لإنتاج وتسويق حليب وجبن ماعز الألب، ومشروع تصنيع وتسويق أوناش قوارب الصيد، ومشروع وحدة لإنتاج الشعير المستنبت عن طريق تكنولوجيا الزراعة المائية، ومشروع وحدة فلاحية لإنتاج بيض ولحم الدجاج، ومشروع وكالة لخدمات البستنة وتنسيق الحدائق بطريقة حديثة، ومشروع صيانة السيارات.