توقفت أنشطة قطاع النقل الطرقي بمختلف أصنافه (نقل المسافرين، ونقل البضائع، وسيارات الأجرة، وعربات الإغاثة والجر)، ابتداء من أمس الاثنين، في عدد من المدن والأقاليم استجابة لقرار الإضراب الوطني العام الذي دعا إليه التنسيق النقابي لقطاع النقل الطرقي احتجاجا على الارتفاع الصاروخي لأسعار الغازوال.
ويتكون التنسيق النقابي من المكاتب الوطنية لنقابات مهنيي النقل المنضوية تحت لواء المركزيات النقابية (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل -الاتحاد العام للشغالين بالمغرب – الاتحاد المغربي للشغل – الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب – الفيدرالية الديمقراطية للشغل).
وأعلن مصطفى القرقوري، الكاتب العام للنقابة الوطنية لقطاع النقل الطرقي للبضائع، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن الإضراب في جميع المناطق يعرف نجاحا كبيرا، بمشاركة وصلت نسبة مائة في المائة في قطاع النقل الطرقي للبضائع.
وأكد القرقوري، توقف قطاع النقل بميناء الجرف الأصفر بنسبة مائة في المائة خلال اليوم الأول، مشيرا إلى أن ميناء الدارالبيضاء ما يزال يشتغل بحوالي نسبة 30 في المائة، وأن المناضلين يقومون بمجهودات قصد تعبئة غير المضربين للالتحاق بالإضراب.
كما أوضح أن مدن أكادير وفاس ومكناس وحد السوالم تعرف هي الأخرى توقفا في النقل الطرقي للبضائع بنسبة وصلت مائة في المائة.
وحسب القرقوري، فإن المطلب الذي وحد المهنيين وأخرجهم اليوم للاحتجاج، يتمثل في الارتفاع المهول لأسعار الغازوال، مبرزا أن الزيادات المتتالية قضت على هامش الربح الذي يتبقى للمقاولة النقلية على ضآلته وقلته، بحيث أنه أصبح مع الزيادة الأخيرة في خبر كان.
كما أكد أن جميع مهنيي قطاعات النقل ضمن التنسيق النقابي المنتمية إلى النقابات الخمس شاركوا في الإضراب الوطني، الذي انطلق اليوم، وسيمتد إلى بعد غد الأربعاء.
وفي رده على سؤال تلقيهم أي اتصال من الوزارة للجلوس إلى طاولة الحوار، أبرز أنهم لم يتوصلوا إلى حدود ظهر أمس بأي دعوة للحوار.
من جانبه، أكد منير بنعزوز، الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية لمهني النقل الطرقي، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن تنفيذ الإضراب انطلق بشكل جيد صباح أمس في كل الأقاليم والجهات، وسط تعبئة في صفوف المهنيين المشاركين.
وتحدث بنعزوز، في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، عن تسجيل نسبة مشاركة متوسطة في الدارالبيضاء، وأن هناك تعبئة من أجل توسيع المشاركة والالتحاق بالإضراب.
وذكر بنعزوز أن جميع مكونات التنسيق النقابي ملتزمة بالمشاركة في تنفيذ قرار الإضراب، احتجاجا على الارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات.
ودعا منير بنعزوز الحكومة إلى الجلوس إلى طاولة الحوار لحل مشاكل المهنيين، التي تتفاقم يوما عن يوم بسبب ارتفاع سعر الغازوال، من خلال العمل على تسقيف أسعار المحروقات، واعتماد ثمن معقول ومرجعي لسعر الكازوال لفائدة المهنيين، وفي حالة تجاوز السعر المحدد، تتدخل الدولة من أجل الدعم.
وتوشحت العديد من الشاحنات وسيارات الأجرة، التي اصطفت في طوابير طويلة على طول جناب الطرق، أو في محطات الوقوف، بلافتات منددة بارتفاع أسعار المحروقات.
كما دعا المحتجون، من خلال هذه الشعارات، الحكومة للجلوس لطاولة الحوار لمعالجة المشاكل، التي يتخبط فيها المهنيون جراء الارتفاع المهول لأسعار المحروقات، وتأثيرها على التوازنات المالية للمهنيين.
وأكد عدد من سائقي سيارات الأجرة بالدارالبيضاء أن توقفهم عن العمل اليوم يأتي احتجاجا على الزيادة في سعر الغازوال والمواد الأساسية، مشددين على أن مدخولهم اليومي تضرر بشكل كبير جراء هذه الزيادات.
كما أكدوا أن خطوة الاحتجاج تأتي من أجل إثارة انتباه الحكومة والوزارة الوصية على القطاع إلى الحالة المزرية التي يعيشها القطاع، الذي لم يعد قادرا على تحمل المزيد، خصوصا أن سعر الغازوال تجاوز 11 درهما.
يشار إلى أن وزير النقل واللوجستيك لم يتمكن من امتصاص غضب المهنيين الذين أعلنوا خوض الإضراب، رغم تفويضه من رئيس الحكومة، للاجتماع بهم الأسبوع المنصرم، قصد تدارس الأسباب الرئيسية المتسببة في إشعال فتيل الإضراب، والمرتبطة بارتفاع أسعار المحروقات.
جدير بالذكر أن بلاغا مشتركا للتنسيق النقابي، أعلن “الوضع الذي يزداد قتامة في ظل سياسة الأذان الصماء، التي تنهجها الجهات المسؤولة”، جعل الهيئات النقابية، وانطلاقا من المسؤولية الملقاة على عاتقها في الدفاع عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية لمهنيي القطاع، تقرر خوض إضراب عام وطني لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد ابتداء من اليوم الاثنين.
التعليقات - الإضراب يوقف أنشطة قطاعات النقل في عدد من الأقاليم والجهات :
عذراً التعليقات مغلقة