رغم الجهود المتواصلة التي تبدلها فرق الإنقاذ لانتشال الطفل ريان، العالق لليوم الرابع في بئر غير مغطاة وغير مسيجة بقرية إرغان بجماعة تمروت بإقليم شفشاون، إلا أن بطء عملية الإغاثة للوصول إلى الطفل الذي يصارع الموت داخل الجب تثير الكثير من التساؤلات في ظل الاعتماد على آلات الحفر التقليدية التي تستعمل عادة في أوراش البناء والتي تستغرق وقتا طويلا، في نقل الأتربة وحفر الصخور، وعدم اللجوء بالمقابل للاستفادة من الآليات المتطورة الخاصة بالمؤسسات الكبرى والتي تستعمل في التنقيب عن الفوسفاط واستغلال المناجم .
وفي تعليقه على الموضوع، ثمّن عبد الإله الوثيق، منسق التكتل الحقوقي بالمغرب في تصريح نقله موقع “نون بريس”، “جهود كل المتدخلين في عملية إنقاذ الطفل ريان رغم محدودية التجهيزات وارتجالية قرارات بعض من هؤلاء المتدخلين”. لكنه أكد بالمقابل أنه كان ” لزما على المسؤولين في مركز القرار عبر خلية مركزية لتدبير المخاطر والأزمات؛ التدخل وفق سيناريوهات مدروسة ومعدة سلفا للتعامل مع مثل حادث سقوط هذا الطفل، والتي من بينها مثلا تدخل مؤسسات تتوفر على تجهيزات متطورة ولما لا خبرات بشرية في مجال التنقيب والحفر بشكل فعال وسريع”.
وفي هذا الصدد، استحضر رئيس التكتل الحقوقي، المكتب الشريف للفوسفاط ، ” هذه المؤسسة العتيدة والتي راكمت لسنوات تجربة في التنقيب على الفوسفاط والمناجم، والتي نجدها اليوم غير معنية بهذا الحادث ولم نسمع أنها تطوعت بشكل مواطناتي للتدخل في جهود الإنقاذ عبر تعبئة تجهيزاتها وخبرائها، أو تدخل رئيس الحكومة – الذي تألم للاعبي المنتخب المغربي جراء إقصائهم من الكان – لطلب ذلك من المكتب الشريف للفوسفاط أو إرغامه على ذلك إن اقتضى الحال”.
وعبّر الوثيق عن استغرابه من ” مثل هذه المواقف السلبية من مؤسسات مثل المكتب الشريف للفوسفاط الذي يهدر كثيرا من أموال المغاربة في أنشطة سخيفة أو غير ذات جدوى أو لتلميع صورته وبشكل سخي على عدد من الانتهازيين”.
وشدد المتحدث ذاته، على أنه في الوقت الذي يحبس المغاربة والعالم أجمع أنفاسهم متضرعين جميعا للعلي القدير أن يهب الطفل ريان القوة إلى حين إنقاذه، كان أولى أن يسخر المكتب الشريف للفوسفاط إمكانياته للإسهام في دعم المغاربة وتحسين شروط حياتهم خاصة في مثل هذه المناطق المهمشة حيث يعيش الطفل ريان”.
وختم الناشط الحقوقي حديثه بالتأكيد على أن “قضية الطفل ريان – والذي إلى حدود إجراء هذا التصريح مازالت جهود إنقاذه مستمرة ونرجو أن تتكلل بالنجاح وأن يتم إنقاذه حيا – كشفت غياب مفهوم تدبير الأزمات لدى الحكومة المغربية والتي تنبني على التحرك السريع عبر تعبئة الموارد الموجودة لدى الدولة أو المؤسسات التابعة لها، في مثل هذه المواقف والتي يكون محورها هو حياة الإنسان”.
التعليقات - الحقوقي عبد الاله الوثيق: “OCP” يتوفر على أجهزة متطورة وخبرة طويلة في التنقيب والحفر لكنه أظهر أنه غير معني بقضية الطفل ريان :
عذراً التعليقات مغلقة