لم يكن ولوج الثهامي المسقي عالم السياسة باقليم آسفي، بالحدث الهين، من منطلق ان الرجل القادم الى هذا المجال من عالم العقار والمال، قد خلف رجة وسط المجال الانتخابي باقليم آسفي، وأربك من تعودوا أن يقتاتوا من القمامة.
دخل الرجل السياسة من أبوابها الواسعة، دون أن يكون في حاجة ماسة الى الطبالة والغياطة، أو الى بيادق يلمعون صورته..دخل السياسة مدركا مصاعبها ومتأكدا من أن العديد من الذين يرعبهم دخوله هذا الحقل، سيكترون بيادقا لذم سريرته.
دخول المسقي ترك صدا كبيرا، وخلف رعبا لدى عدد من المنتخبين القدامى “الفنادقية”، الذين عمروا طويلا بالمؤسسات المنتخبة بالاقليم، وبسطوا سيطرتهم عليه للسنوات.
دخول المسقي الى مجال السياسة والانتخابات، غير المعادلات القائمة والتقسيمات والتوزيعات، التي ظلت أحد أسس السياسة باقليم آسفي، بعد أن ظل “الفنادقية” يحرصون على توزيع الخريطة وفق نهج يحافظ على مصالحهم، ويضمن استتمرار السطوة عل اقليم عاش سنوات عجاف.
ومع دخول المسقي الى المعترك، تغيرت المعادلة بسرعة، وأنزوت الى الصمت العديد من الأصوات التي ظلت تؤمن بأن مصير الاقليم سيظل بين يديها، ولن يتجرأ أحد على تكسير شوكة معسكر “الفنادقية”.
بالقدر الذي دخل فيه المسقي مسرعا الى معسكر الانتخابات، بالقدر ذاته الذي نجح فيه في “ضميس الكارطة”، وفي اعادة تكريس نهج انتخابي جديد.
لم يكن المسقي في حاجة الى المال الحرام كي يصبح ممثلا لاقليم آسفي بقبة البرلمان، فالرجل القادم من عالم المال والعقار، درس جيدا أوجه وسبل نيل عطف المواطنين وكسب ثقتهم.
بولوجه عالم السياسة، فطن المسقي الى أن كسب ثقة المواطنين ينطلق من ضرورة الاحساس بأهمية العمل الاجتماعي والتواجد مع المواطنين في أفراحهم وأقراحهم، مكرسا بذلك استراتيجية عمل جديدة مرتبطة بدعم كبير للمجال الصحي سواء بمستشفى محمد الخامس بآسفي، حيث تكفل ومنذ ولايته الانتدابية الأولى بأداء أجور أزيد من 5 ممرضين من ماله الخاص، أو من خلال تجهيز مستوصف قروي وتوفير سيارة اسعاف مجانية رهن اشارة جميع مرضى اقليم آسفي، ودعم عدد كبير من العمليات الجراحية.
الرهان على العمل الاجتماعي والقرب من المواطنين، تجلت بوادره أيضا في دعم مستمر وعلى طول السنة لألاف الأسر المعوزة، قبل أن تكشف أزمة كورونا وفترة الحجر الصحي المعدن الأصيل للرجل الذي وفر الاف من قفف الدعم لأسر كانت تبحث وخلال فترة الحجر الصحي عن من يمنحها فقط كسرة خبز.
الحرص على تغيير معادلة الهاجس الانتخابي لدى الكثير من منتخبي آسفي، ظل أحد ركائز خطط عمل المسقي، متسلحا بايمانه بدور العمل الاجتماعي ومتسلحا بقدرته على الانفاق من ماله الخاص، بعيدا عن ما يمكن أن يتهم به الرجل من نهب للمال العام واستغلال خيرات الاقليم.
المسقي مامحتاجش اللي يزوق ليه وجهو…وخربشات المأجورين لن توقف عزيمته وقدرته على تكسير المزيد من الصخور…الرجل يؤمن بأنه مازال جاي الدق.
التعليقات - الثهامي المسقي…رجل السياسة القادم من العقار والذي أرعب المنتخبين القدامى وأعطى للعمل الاجتماعي نكهة خاصة :
عذراً التعليقات مغلقة