كشف محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج الاجراءات التي اتخذتها المندوبية من أجل تسهيل عملية التقاضي بعد، التي تم اللجوء إليها منذ بداية جائحة فيروس “كورونا” المستجد في المغرب.
وأوضح التامك اليوم خلال ندوة حول “التقاضي عن بعد وضمانات المحاكمة العادلة”، نظمتها وزارة العدل بشراكة مع المعهد المجلس الأعلى للسلطة القضائية أن عدد القاعات التي تم تجهيزها وربطها بشبكة الإنترنت من أجل تسهيل عملية التقاضي عن بعد بلغ ما مجموعه 103 قاعة من أصل 106 في 65 مؤسسة سجنية، كما تم تجهيز 74 قاعة في 48 مؤسسة سجنية، ولازال الورش مفتوحا إلى حين استكمال أركانه الأساسية.
وبحسب التامك، بلغ عدد المعتقلين المستفيدين من عمليات التقاضي في هذه الفضاءات إلى غاية نفس التاريخ ما مجموعه 376.708 معتقلا.
واعتبر التامك أن هذا الرقم يعكس حجم العمل الذي يقوم به موظفو المندوبية العامة في ما يتعلق بتأمين مرور الجلسات من خلال تنقيط وتهييئ المعتقلين الواردة أسماؤهم في الأوامر بالإحضار ثم إخراجهم من محلات اعتقالهم وتنظيم ولوجهم إلى قاعات المحاكمة عن بعد في ظروف آمنة وسلسة تمكن من تحقيق الدقة والفعالية والنجاح لهذه الجلسات، وذلك في تنسيق مستمر مع الهيئات القضائية المختصة سواء فيما يتعلق بتحديد ساعات انطلاق الجلسات أو ترتيب الملفات بهدف تفادي أي تأخير أو إغفال أو خلط في هوية المعتقلين المنعقدة جلساتهم بقاعات التقاضي عن بعد. هذا بالإضافة إلى اعتماد نظام التفويج لتفادي تجمع المعتقلين وتعريضهم لخطر الإصابة بالوباء، وكذا المس بأمن المؤسسات.
وأشار التامك أنه “على الرغم من الوضعية الاستعجالية التي فرضتها الجائحة، فقد تم وفي مدة زمنية قياسية وبتعاون بين مختلف المتدخلين الذين شكلوا فريقا واحدا، تفعيل المحاكمات عن بعد بكل يسر وسهولة، وفي شروط تضمن حق المعتقلين في المحاكمة العادلة، مما يؤكد أن رهان نجاح هذا الورش قد بات واقعا ملموسا، فضلا عن ربح الكلفة المادية والبشرية التي كانت تترتب عن نقل المعتقلين إلى المحاكم وتجنيد عناصر القوة العمومية لتأمين عملية الخفر”
و اعتبر التامك أن ما تحقق لا يمكن إلا أن يعزز الدوافع لضمان استمرارية هذا الشكل من التقاضي حتى بعد انجلاء هذه الأزمة الصحية، وتبنيه كنظام مساند للقضاء التقليدي وجعله أحد الخيارات المتاحة في منظومة التقاضي كما هو معمول به في عدد من بلدان العالم.
التعليقات - بالأرقام ..التامك يقدم حصيلة التقاضي عن بعد ويدعو إلى مواصلته بعد “كورونا” :
عذراً التعليقات مغلقة