في الثاني من مارس سنة 2020 سجل المغرب ظهور أول حالة لفيروس “كورونا المستجد”، فشكل هذا الحدث تهديدا خطيرا للصحة العامة، الأمر الذي تطلب هبة كبيرة من أجل التصدي لهذا الوباء ومنع تفشيه.
وبعد مرور سنة كاملة، وفي نفس اليوم، أي الثاني من شهر مارس سنة 2021، تسلل فيروس ثان لبلادنا، لا يقل خطورة وفتكا عن الفيروس الأول، ألا وهو فيروس “القاسم المستجد”، الذي يشكل هو الآخر تهديدا لا يقل خطورة على مستقبل بلادنا وعلى مسارها الديمقراطي.
الحقيقة أن “كورونا المستجد” يختلف بعض الشيء عن “القاسم المستجد”، فالأول لا زال إلى اليوم مجهول المصدر، رغم المجهودات المبذولة للكشف عن أصله ومنشإه، أما الفيروس الثاني، فمعروف مصدره، جلي منشأه، واضحة غاياته ومراميه، معلومة الجهات التي تقف وراءه، والجهة المستهدفة منه.
والفرق الثاني أن “كورونا المستجد” لم يضرب المغرب وحده، بل تفشى في كل دول العالم دون استثناء، عكس فيروس “القاسم المستجد” الذي أصاب المغرب دون غيره من الدول للأسف الشديد، فلم يعثر على أي أثر لهذا الفيروس خارج بلادنا إطلاقا، ولم يسبق أن تم رصد أي حالة مشابهة له لا في أوربا ولا في أمريكا، كما أن دولا كثيرة تتقاسم مع المغرب نفس البيئة السياسية تقريبا، لم تسجل أي حالة مماثلة لهذا الوباء، على الرغم من توافر كثير من العوامل المساعدة على ظهوره وتفشيه.
لقد تطلبت مواجهة فيروس “كورونا المستجد” إرادة جماعية قوية، وانخراطا كبيرا لكل المغاربة؛ دولة وحكومة وأحزابا ومنظمات مدنية ومواطنين، كل من موقعه، وهو ما مكن من محاصرة الفيروس القاتل والتقليل من آثاره الوخيمة، حتى صارت بلادنا، ولله الحمد، مضرب الأمثال عبر العالم في التصدي الناجع والفعال لهذا الفيروس الفتاك.
فهل يتوفر اليوم نفس الوعي ونفس الإرادة الجماعية للتصدي لفيروس”القاسم المستجد” الذي لا يقل خطورة عن “كورونا المستجد”؟؟؟ أم أن هذا الفيروس اللعين سيفتك بديمقراطيتنا الناشئة، التي لم تحقق بعد طيلة مسارها المناعة المطلوبة.
التعليقات - البرلماني عاديلي يكتب: من “كورنا المستجد” إلى ” القاسم المستجد” :
عذراً التعليقات مغلقة