لم تكن صور عدد من الشباب الآسفيين وهم يظهرون بداية الأسبوع الجاري باحدى الجزر الاسبانية وهم يسجدون، ليمر هذا الظهور المؤثر مرور الكرام، الا عند مسؤولي المدينة والذين لم يكلفوا أنفسهم البحث عن فرص لتشغيل أبناء المدينة، وحمايتهم من أمواج البحر العاثية وهم يهربون من آسفي أملا في معانقة الفردوس الأوربي.
ومن بين ما حمله قارب الأمل المذكور، شاب من آسفي كان يمارس التحكيم قبل أن يتسلل اليأس الى جسده.
ومن أجمل ما نشر عن هذا الشاب تدوينة مؤثرة لم يتسنى لآسفي كود الكشف عن هويتة كاتبه، ونعيد ادراجها:
معاد البقالي أمل قتلته مزاجية المسؤولين ……. أبناء أسفي كل يوم يغاذرون المدينة عبر قوارب الموت
معاد البقالي الشاب المسفيوي الهادئ ، الطيب ، المجتهد و الخلوق ، هو ذلك الرياضي الذي يهوى الصافرة و يعشق الركد بميادين خضراء ، ليرسم صورة عدل بين متباريين و يصنع من التحكيم هواية يستمتع بها عند كل أخر أسبوع .
إلى هنا تظل الأمور عادية و تتوالى الأيام روتينية مملة ، و منذ أن وعى على الدنيا و حب الوطن يسكنه و منذ أدرك أنه مغربي الموطن سكنه حب الأحمر و الأخضر و هو الذي يؤمن أن حب الأوطان من الإيمان .
تفاجئنا و نحن نطالع عالمنا الأزرق ، خبر وصول قارب أبحر نحو الضفة الأخرى و رسى بأحد شواطئ الجارة إسبانيا و على متنه شباب و صغار .
المفاجئة الكبيرة أن لمحنا بينهم حكم و رجل الصافرة و قاضي الملاعب و هو يسجد فرحا بوصوله ضفة الغرب .
إختار الهجرة على البقاء و فضل الغربة على الدار .
لماذا هاجر معاذ و ترك خلفه وطنا تعلق به ؟
لماذا تخلى معاد عن حلم صافرة وهو المقبل على إجتياز إختبار وطني للترقية ؟
لماذا ودع معاد ملاعب ركد بها و تألق فيها ليصير اليوم غريبا بعيدا عنها ؟
لماذا فضل معاد ضفة غرب على أرض الوطن ؟
أكيد أن رحيله و قرار هجرته بقارب الموت – وهو الذي لا يضمن وصوله لجهة الفردوس – لم يكون سهلا و لا كان هينا عليه .
معاد البقالي لم يجد ذلك الدفئ في وطنه حتى لا يغادره .
معاد البقالي لم يجد بصيص أمل في مستقبل يضمن له حياة كريمة ببلده حتى لا يهاجره
معاد البقالي أخرجته حكرة المسؤولين و أصحاب القرار ففظل المغادرة على البقاء .
معاد البقالي لم يلقى إهتمام بلده فطار لسماء غير سماءه .
معاد البقالي لم ينصفه أهل صافرته فأبحر بحثا عن موطن أخر يجد في ظالته .
معاد البقالي و أمثاله كثر لم يجدوا موطن أمل حتى قرروا الهجرة و رحلوا بعيدا عن الوطن ليحسوا أنهم على الأقل بشر .
غادرتنا أخي معاد و حالنا يقول هل نبكي خلفك أم نفرح لك ؟
فقط عسانا أن نحلم كما حلمت أخي البقالي أن يصلح حالنا و تتحسن اوضاعنا و ترقى صافرتنا فيصير المسؤول فينا رجلا يتحمل المسؤولية و يتقي الله في حكامه ففي العصب حكام تنقصهم أنصاف الفرص ….
إلى أن يعود معاد لبلده ، و إلى أن يتخلى الشباب عن مغامرة الموت بقوارب الموت تصبحون على وطن جميل .
التعليقات - معاد البقالي..حكم شاب هرب من واقع آسفي المر على متن قوارب الموت وظهر ساجدا بالجزر الاسبانية :
عذراً التعليقات مغلقة