تقرير: تسجيل نسب عالية للعنف الزوجي والأسري خلال الحجر الصحي

كشفت فيدرالية رابطة حقوق النساء عن تسجيل نسب عالية للعنف الزوجي والأسري خلال فترة الحجر الصحي، بلغت نسبة 84.4 في المائة، مشيرة أن المنازل، إن كانت الفضاء الأكثر أمانا في ظل تفشي فيروس كوفيد 19، فإنه لم يكن كذلك بالنسبة للنساء اللواتي عانين من العنف الزوجي بكل أشكاله وتمظهراته وكل تداعياته على صحتهن الجسدية والنفسية.

وأضافت الفيدرالية في تقرير حديث حول العنف ضد النساء خلال فترة الحجر الصحي، أن “فقدان العديد من النساء والفتيات المعيلات للأسر لمورد رزقهن، خاصة العاملات في القطاع غير المهيكل، جعل عنف الأزواج وباقي أفراد العائلة يتضاعف عليهن لعدم قدرتهن على الاستمرار في الإنفاق والاستجابة لطلبات المعنفين المادية التي لا تنتهي، خاصة منهم المدمنين على المخدرات والكحول”.

وقدّم تقرير رابطة حقوق النساء أرقاما عن واقع العنف ضد النساء، خلال الفترة الماضية، موضحة أن ما  مجموعه 2543 فعل عنف مورس على النساء والفتيات بمختلف أنواعه وتجلياته خلال الفترة ذاتها؛ وشكل العنف النفسي أعلى نسبة بمعدل 49.4 في المائة، أما العنف الاقتصادي والاجتماعي نسبة 26.1 في المائة والعنف الجسدي 15.5 في المائة والعنف القانوني 4.7 في المائة والجنسي 3.8 في المائة والإلكتروني 0.5 في المائة.

وأوضح تقرير الفيدرالية أن ارتفاع نسبة العنف الزوجي خلال الحجر الصحي، يطرح تحديات عديدة مرتبطة من جهة بقانون مناهضة العنف 103-13 والتدابير التي يحتوي عليها من أجل حماية الضحايا ووقايتهن من عنف يلازمهن في فضاء من المفترض أن تنعم فيه النساء بالأمن والأمان، بحيث إن هذا القانون يبقى قاصرا فيها يخص حماية النساء أو حتى من حيث تجريم بعض أفعال العنف التي تعاني منها النساء في صمت، ونخص بالذكر هنا الاعتداءات الجنسية ضد الزوجات.

من جانب آخر، يبرز التقرير أن ارتفاع وتيرة العنف الزوجي، يسائل مدى تطبيق القانون 103-13 في الشق المتعلق بالتدابير الحمائية، ولاسيما تدابير الإبعاد وتوفير الإيواء للضحايا والناجيات من العنف والتي كان من المفترض أن تطبق خلال الحجر الصحي بشكل تلقائي من طرف النيابات العامة حتى قبل أن يحال الملف على المحكمة في حالة المتابعة؛ وذلك ضمانا لأمن النساء وحفاظا على حياتهن.

سجلت الفيدرالية ضمن خلاصاتها أنعدم الحسم في تطبيق تدابير حماية النساء والفتيات من العنف، وإصدار أحكام رادعة في هذه القضايا، يجعلان العود والاستمرارية من خصائص العنف ضد النساء بشكل عام وأثناء الحجر الصحي بشكل خاص.