الضرب والسلب
تتكرر حالات الاعتداء على المواطنين، باسم الشريعة الإسلامية، آخرها ما حصل بضواحي مدينة آسفي، حيث ضرب ملثمون طالبة، كانت داخل سيارة نقل، كما هاجموا سائقها وانهالوا عليه بالهراوات، قبل أن يتمكن من الإفلات من قبضتهم، والهروب رفقة الفتاة، حسب ما بثته مواقع إلكترونية.
غير أن المثير في ما حصل، هي الشهادة التي قدمها السائق، بعد ذلك، لموقع إلكتروني، قال فيها إن الإثنين تعرضا للسرقة، من قبل هذه العصابة الملثمة، التي كانت تسبهما باسم الدين الإسلامي، مما يمثل خلطاً واضحاً في الدوافع التي كانت وراء الهجوم على الفتاة والسائق، هل هي الغيرة على «الشريعة الإسلامية»، حسب فهمهم، أم أن الأمر يتعلق بعصابة متخصصة في السرقة، استعملت الدين كغطاء على أفعالها.
كما يمكن أن تكون الدوافع مشتركة بين الإيديولوجية الدينية والسرقة، حيث يستباح الاعتداء وسلب أمتعة أولئك الذين صدر فيهم حكم الرعاع، الذين يطبقون الشريعة الإسلامية، بالهراوات، وينصبون أنفسهم قضاة ومنفذين، في الشارع العام، كما يتم ذلك في المناطق التي تتحكم فيها «داعش»، لذلك لا نستغرب إذا جمع مثل هؤلاء الملثمين بين الضرب والسلب.
ومن المعلوم أن مثل هذه المظاهر، التي يتحول فيها الرعاع، أحياناً، والجمهرة أحياناً أخرى، إلى منفذي «العدالة»، عرفتها مجتمعات أخرى، تارة باسم الأخلاق و الدين، وتارة أخرى باسم الوطنية والانتماء العرقي أو الإثني، وسقط ضحيتها الكثير من الأبرياء، الذين نُفِذَ فيهم حكم الشارع، وهو حكم بدون حجج ولا حقوق دفاع ولا حق طعن ولا استئناف.
وقد شهدت المجتمعات العربية، مظاهر من هذه المحاكم، خاصة تلك التي تحول فيها البلطجية وذوو السوابق، إلى أمراء جماعات «إسلامية»، يفتون في الدين ويصدرون الأحكام وينفذون، وهذا خطر حقيقي، ينبغي التصدي له، من طرف الجميع، لأنه لا يبقي ولا يذر، ولا يفرق بين العلماني والإسلامي المعتدل.
التعليقات - يونس مجاهد يكتب حول ملثمي آسفي: الضرب والسلب…تحول الرعاع إلى منفذي «العدالة» باسم الأخلاق و الدين :
عذراً التعليقات مغلقة