بعد اختفائها عن الأنظار منذ تفجر جائحة فيروس كورونا، وبعد أن ظلت تشنف أسماعنا بأغنية “بنت الشعب” الحريصة على مصالح الطبقة المسحوقة، خرجت برلمانية الصدفة من حجرها الاجباري لتعلن أنها راسلت وزير الصحة، مستفسرة إياه عن أسباب ضعف أرقام التحاليل المخبرية التي تجرى للمشتبه في اصابتهم بفيروس كورونا.
برلمانية الصدفة، والتي تتقاضى أموالا طائلة من مسؤوليتها كبرلمانية عن آسفي، ورئاسة لجنة، وتعويضات التنقل هنا وهناك، لم تكلف نفسها عناء البحث عن عشرات الأسر المحيطة بها، والتي لم تجد ما تسد به رمقها، لتدعمها بالقليل من المال الوافر التي تحصده شهريا من مهمة نالتها صدفة.
البرلمانية “بنت الشعب”، لم ترى خصاصا وعوزا يطارد أسرا ضاقت بها السبل منذ تفجر جائحة فيروس كورونا.
برلمانية الصدفة و”بنت الشعب”، لم ترى بعينها المجردة فئات من هذا الشعب، وهي تبحث عن كيس دقيقة وعلبة سكر، في زمن ألغت فيه جائحة كورونا كل المفاهيم.
برلمانية الصدفة، صاحبة الأجر البرلماني السمين والتعويضات الشهرية التي تتلقفها يمنة ويسرة، لم ترى أسرا تعيش ضيق ذات اليد وهي الآن في امس الحاجة وأكثر من أي وقت مضى الى من يدعمها ويوفر لها قفة قد تكفيها لسد رمق أبنائها ولو لأيام قليلة.
برلمانية الصدفة، رأت أن أسرع طريق الى قلوب وأدمغة العديد من الأسر المعوزة في زمن كورونا، يمر عبر مساءلة وزير الصحة عن ضعف أرقام التحاليل المخبرىة التي يتم اجرائها.
كان بودنا أن نصفق كثيرا لبرلمانية الصدفة لو أقدمت على مبادرة دعم أسر معوزة، وأن تلعب على أرض الواقع “الشعبوية” التي تتبجح بها، وأن تقدم العون والسند الى من تشنف اسماعنا بأنها تنتمي الى طبقتهم، وأنها تتملك غيرة الدفاع عن واقعهم.
في زمن كورونا، لم يعد مقبولا بالشعبوية الفارغة، وبالخطابات الرنانة…في زمن كورونا مابقاتش الهضرة ساوية، ومابقاش الكلام الفارغ كيشبع البطون الجائعة…في زمن كورونا سالا الحلم ديال العودة الى القبة…انكشفت اللعبة والناس عاقت، وصدقت ناس الغيوان حينما غنت: “وُشُوفْ الدّْنْيَا هَكْذا دَايْزَة…. وُبْنَادْمْ كِيفْ المِيزَانْ طَالْعْ, مَرَّة هَابْط”.
التعليقات - “كورونا”…برلمانية الصدفة كتسول وزير الصحة علاش التحاليل قلال ونسات واقع الأسر المسحوقة :
عذراً التعليقات مغلقة