متواضعة، هادئة، محبوبة ومحترمة من قبل كل من اشتغل إلى جانبها، إنها كريمة مكيكة التي تجسد نموذجا حقيقيا لمناضلة متفانية ذات اهتمامات متعددة.
كريمة مكيكة التي تابعت دراستها متنقلة بين العاصمة الاقتصادية، ومراكش، والصويرة، والمحمدية والرباط ، والحاصلة على شهادة الدراسات العليا من المدرسة العليا للتجارة بمراكش، وكلية الحقوق التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، تعبأت في سن مبكرة لخدمة الأطفال في وضعية صعبة، حيث وظفت من أجل ذلك طاقتها وحماسها بكل جد وتفان.
وبعد أكثر من عشرين سنة من النضال ، توجت مجهودات كريمة مكيكة التي ازدادت بمدينة الدار البيضاء، بتأسيس جمعية “الكرم” لحماية الطفولة سنة 1997 .
وبفضل حسها الإنساني والتزامها، تمكنت مكيكة منذ سنة 2011 من ولوج المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، حيث تمثل باقتدار المنظمات والجمعيات التي تنشط في مجال الاقتصاد الاجتماعي و العمل الجمعوي.
وتشغل السيدة مكيكة منصب نائبة رئيسة تحليل الظرفية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ، فضلا عن كونها مقررة رأي حول التشغيل بالبيوت، وحول الهجرة وسوق الشغل، وعضو لجنة تشغيل الشباب والتوظيف، ومجموعة عمل التقرير السنوي، ومكتب فئة المجتمع المدني ،ولجنة التشغيل والعلاقة المهنية ومجموعة العمل حول الرأسمال اللامادي.
لم يأت هذا المسار المتألق وليد الصدفة بل هو نتيجة سنوات طويلة من النضال و النشاط الإيجابي من أجل طفولة مزدهرة وناجحة.
بمعنى آخر، فإن كريمة مكيكة شعرت مبكرا بالحاجة والواجب الاخلاقي ، للعمل من أجل النهوض بظروف الأطفال المتخلى عنهم في الأزقة بمدينتي مراكش و آسفي، حيث عملت على فتح مركزين للاستقبال (اقامة وتكفل وإعادة الادماج المدرسي والمهني).
كما تجسد انخراطها الكامل لتعزيز وحماية الطفولة في إحداث دار الطفل بمراكش وإطلاق برنامج مساعدة الآباء و الامهات وإعادة الإدماج الأسري ، وإرساء برنامج لدعم الطفولة ، وبرنامج الوقاية من الاتجار في الأطفال، بالإضافة إلى إنشاء خلية للتوجيه والمساعدة من أجل التشغيل.
ومنذ 2019 ، تشغل كريمة وهي أم لأربعة أبناء ، منصب رئيسة وحدة حماية الطفولة، وهي أيضًا مستشارة بالمرصد الوطني لحقوق الطفل.
ليس ذلك فقط ، فالسيدة كريمة مكيكة كانت قد اشتغلت في 2010 أيضا مستشارة لدى البنك الدولي، من خلال الاشراف على مشروع “الاقتصاد الاجتماعي و التضامني” و “المراقبة والتقييم التشاركي”، ووضع برنامج حول المشاركة المواطنة لست مدارس في شيشاوة : تعزيز القدرات، وتكوين المكونين ومتابعة وتقييم برنامج العمل.
وفي سنة 2004، عملت السيدة مكيكة أيضا مستشارة لدى منظمة اليونيسف، حيث اشتغلت كمكونة في الرصد والتقييم، والعنف ضد الأطفال.
هذا المسار الغني، وهذه التجربة المتفردة جعلت كريمة مكيكة تحرز العديد من الجوائز المرموقة، منها على الخصوص “هاف بوست مغرب” الممنوحة من معهد العالم العربي سنة 2017 (النساء المغاربيات الأربع اللائي يحركن العالم) ، وجائزة “نساء ملهمات” في 2016 ، وجائزة “أرض النساء” في عام 2013 ، وجائزة العمل الإنساني “مدام فيغارو” 2006 .
وعبرت مليكة مكيكة ،في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء ، عن سعادتها واعتزازها بتمثيل فئة من المجتمع المدني، تناضل من أجل النهوض وتحسين وضعية الأطفال في وضعية صعبة، مشيرة إلى أنه منذ تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، مافتئ المغرب يخطو خطوات كبيرة في مجال النهوض بأوضاع المرأة والطفولة.
وسجلت مكيكة أن المرأة تتمتع اليوم بمكانة متميزة في المغرب، سواء على مستوى دستور 2011، أو من حيث الهيئات التي تم إحداثها، معبرة عن تطلعها لأن تدخل كافة هذه الاوراش بما فيها مجلس المناصفة حيز التنفيذ.
وبعد أن أكدت السيدة مكيكة على أن هناك الكثير من العمل يتعين القيام به ، لاسيما ما يتعلق بتغيير العقليات وتعزيز حقوق المرأة، أبرزت الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة ، الذي وضع المرأة والفتاة الصغيرة في قلب السياسات العمومية من خلال تعبئة كافة الوسائل الضرورية لذلك ، لاسيما المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبرامج طموحة أخرى ك “تيسير” و “تمكين” الرامية الى دعم تمدرس الفتاة.
وأضافت أنه بفضل التعليم، “سنكون قادرين على الوقاية والتحصين من الآفات المجتمعية، و أن نجعل من الفتيات الصغيرات نساء قويات يتمتعن بكافة حقوقهن”، داعية في هذا الإطار الفاعلين في المجتمع المدني الى التحلي بالمزيد من اليقظة، ومطالبة السلطات العمومية خاصة بتعزيز الجهود من أجل النهوض بأوضاع المرأة القروية.
وبنبرة متفائلة عبرت السيدة مكيكة عن أملها في أن يكون الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ممارسة يومية ، مؤكدة أنه قد آن الأوان لتضطلع المرأة بدورها كاملا داخل المجتمع.
التعليقات - مؤسسة دار الكرم بآسفي: كريمة مكيكة… “ناشطة جمعوية” متعددة الاهتمامات :
عذراً التعليقات مغلقة