بقدر ما كان الآسفيون، ومعهم عدد كبير من فاعلي المجتمع المدني يراهنون، صباح السبت الماضي، على لقاء سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية، وبحضور أغلب الوزراء، من أجل الدفاع عن مصالح آسفي، والكشف عن ما يعتلي جسد هذه المدينة المكلومة من اختلالات كبرى، ومن خصاص مهول على جميع المستوى، كرس اللقاء المذكور العلة والشوهة، ورسم كل المعالم المرتبطة بالإساءة إلى آسفي ومكانتها.
وبقدر ما راهنت سلطات آسفي، على إظهار المجتمع المدني بالإقليم في صورة ضعيفة، مترهلة، مسيئة للمدينة ككل، طرح عدد كبير من الفاعلين، عشرات الأسئلة حول معايير انتقاء من يمكن أن يمثلوا آسفي، في محفل كان يشكل فرصة سانحة، من أجل الدفاع الحقيقي عن آسفي ومصالحها، والابتعاد عن لغة الخشب، وعن الشكر والتملق، وترك حبل معاناة آسفي، ملتفا حول عنقها.
وبقدر ما كان عدد من الفاعلين الجمعويين الحقيقيين، يتوقون إلى نيل شرف تناول كلمة باسم آسفي، والدفاع عن مصالحها، وبسط كل ما يخدش صورتها، أمام رئيس الحكومة، وطرح عدد من الإشكاليات التي تعيق التنمية، وتشكل حاجزا أمام مستقبل باسم، وجدنا أنفسنا أمام مشهد اختيار اسمين فقط لتمثيل المجتمع المدني لآسفي، في وقت كان فيه أهل مراكش يستعرضون هناك عضلاتهم، ولمن أسعفه الحضور هناك من الآسفيين وهو يملك غيرة حقيقية عن المدينة، أن يكتفي بالإنصات والتفرج على مشهد تواجد 48 ممثلا للمجتمع المدني المراكشي داخل اجتماع رئيس الحكومة بفاعلي ومنتخبي الجهة، مقابل تواجد ممثلين اثنين لكل من اقليمي آسفي واليوسفية.
ووسط هذا المشهد الصادم، وجدت المسكينة لبنى المعروفي الفاعلة الجمعوية، والتي لا يمكن أن ينكر أحد مكانتها ومجهودتها داخل الحقل الجمعوي، (وجدت) نفسها تضرب أخماسا في أسداس، سيطرة المراكشيين على اللقاء المذكورة… وجدت نفسها ممنوعة حتى من إلقاء كلمة قد تعوض بها بعضا من غيض الحكَرة التي أحست بها وهي تجد نفسها ممثلة لحاضرة المحيط، وهي مرغمة على أن تنساق نحو التصفيق والتفرج المريب، على انتقاء السيد فوناس، الممثل الثاني لاقليم آسفي عن المجتمع المدني باللقاء المذكور، من أجل إلقاء كلمة كان من المفترض فيه أن ينوب من خلالها عن المجتمع المدني، وعن معاناة حاضرة المحيط، وأن يتسلح بالجرأة في الكشف عن ظلم ذوي القربى التي تعاني منه آسفي، وعن تهميش طال زمنه، وعن وعود مشاريع لم يخرج منها إلى حيز الوجود إلا ما يلوث رئة وسماء الأسفيين…
تكلم السيد فوناس، وليته ما صعد إلى منصة، ستظل شاهدة على أن ما ظلم آسفي، سوى أبناءها، وأن ما تأمر على هذه المدينة المكلومة سوى من تحملوا مسؤولية الدفاع عن مصالحها…وما بين الشكر الكبير والامتنان الجزيل، ضاعت آسفي بين كلمات السيد فوناس، والتي زادت من إغراق آسفي في وحل التهميش، وفي التأخر عن ركاب المدن السائرة في طريق النمو الحقيقي…وليظهر جلي أن الانتقاء ثم بعناية خاصة، راعت كل الجوانب المضيئة، القادرة على الشكر ثم الشكر، والتمجيد ثم التمجيد…بعد أن حرص السيد فوناس على يظهر أن آسفي بخير، وما خصها حتى خير، وأن المسؤولين الله يعمرها دار، وأنهم مساكن محنين معانا.
ما بين كلمة ممثل المجتمع المدني لآسفي، وكلمات ممثلي باقي مناطق جهة مراكش آسفي، ظهر جليا أن لاحظ لآسفي، سوى في التقاط السيلفيات مع رئيس الحكومة ووزراءها، أما تنميتها، والدفاع الحقيقي عنها، وطرح مشاكلها، والاكراهات التي تعترض سبيلها، فلها مجالس نميمة أخرى، ولها مقاهي، تتخصص كل يوم ولحظة في نهش جسد آسفيين غيورين، لم ينالوا رضى سلطات آسفي، كي تنزلهم بالباراشوت لتمثيل مجتمع مدني آسفيي، يبقى دوره المفترض مرتبطا بالكشف عن حقيقة آسفي، وحقيقة من يعيق تنميتها، وليس تمثيلا وتواجدا يراعي فقط التقاط السيلفيات، والتمجيد والتطبيل.
التعليقات - فيديو : هاكيفاش دافع ممثل المجتمع المدني عن آسفي قدام رئيس الحكومة ووزرائها وها كيفاش كانت شوهتنا :
عذراً التعليقات مغلقة