سجلت، طيلة اليومين الماضيين، حالات واسعة من الفزع بين سكان مدينة أسفي، بعد تسجيل تغير ملحوظ وغير عادي في جودة مياه الشرب التي توزعها الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء “راديس”، بعدما وقف العديد من المواطنين على وجود رائحة نتنة بمياه الشرب، مباشرة بعد إصلاح كسر قناة الضخ الرئيسية المزودة لخزان المياه بمنطقة اعزيب الدرعي.
وكشف مواطنون من أسفي، في اتصال لهم أنهم أصبحوا محرومين من استهلاك مياه الشرب بفعل رائحة الرطوبة المتعفنة التي تنبعث منها، وهو الأمر الذي خلق رعبا حقيقيا وسط السكان، وأدى إلى نفاد قنينات المياه المعدنية التي تهافت السكان على شرائها بكميات كبيرة من عند التجار، أصبحوا يعافون رائحة مياه الشرب ولم يعودوا يثقون في جودتها.
من جهتها، كشفت مصادر من داخل الوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، أن حالة استنفار تعيشها جميع المصالح بعدما تم ضبط تسرب روائح نتنة إلى مياه الشرب التي توزع عبر القناة الرئيسية للماء الصالح للشرب، وأن تعليمات مشددة أعطيت للتقنيين الساهرين على مراقبة جودة المياه بمعالجة مشكل هذه الروائح النتنة بالإكثار من استعمال المضادات الكيماوية المطهرة.
ولم يصدر عن وكالة “راديس” أي بلاغ يوضح حقيقة التغير المفاجئ في رائحة مياه الشرب، ولم تقم بأي إجراء لطمأنة زبائنها الذين يصلون إلى 81 ألفا و 867 زبونا في قطاع الماء الصالح للشرب، خاصة وأن مياه الشرب التي يتم تزويد السكان بها تجلب من السد المائي، وأيضا من بحيرة آسنة في منطقة دار السي عيسى التي تبعد عن مدينة آسفي بحوالي 20 كيلومترا، حيث تخضع لوصاية وكالة الحوض المائي لأم الربيع، لكنها غير محروسة ولا تتوفر على أدنى شروط السلامة الصحية، وهي المياه الملوثة التي تتم معالجتها بكميات ضخمة من المضادات الكيماوية المطهرة قبل أن توزع على مضخات مياه الشرب.
وكان مصطفى ناهض، المدير العام لوكالة “راديس”، رفض طلب ممثلي الجماعات الترابية الأعضاء بالمجلس الإداري للوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء في آسفي، ضرورة نشر وتمكين المجالس الجماعية بالإقليم من كل نتائج تحاليل جودة المياه، حتى يتعرف زبائن الوكالة وعموم المواطنين على نوعية المياه التي يستهلكونها، حيث أكد أن الوكالة “ترسل نتائج هذه التحاليل إلى عمالة آسفي ووزارة الداخلية شهريا، وتسجل على وكالة “راديس” مفارقة ارتفاع عدد الزبائن وتطور كبير في رقم معاملاتها وأرباحها، وأيضا سيولتها المالية التي ارتفعت إلى 248 مليون درهم في سنة 2018، مقابل 181 مليون درهم فقط في سنة 2017، وتصل مبيعاتها سنويا إلى أزيد من 10 ملايين متر مكعب من المياه موزعة على طول شبكة ب 725 كيلومترا، لكن بخدمات رديئة وضعف في التواصل واستثمارات ضعيفة، سواء على جودة الخدمات أو ضعف مستوى تعميم شبكة التطهير السائل والكهرباء، مع اختلالات كبيرة في التدبير وتضخم في نفقات التسيير سبق أن كشفها تقرير للمجلس الجهوي للحسابات.
التعليقات - لاراديس تواصل بيع الماء الخانز للآسفيين والمدير ما باغيش يكشف على نتائج التحاليل :
عذراً التعليقات مغلقة