لا شك أن لكل مدينة نخبها ورجالاتها التي تستنهض الهمم ولو في حدوده الدنيا عند كل تراجع يسيء للمدينة، إذ يعتبرون أن كل إساءة لمدينتهم هي إساءة لهم. منتخبو أسفي جلهم أصبح يتقاسم معنا مقعد المواطن المتتبع والمتحسر رغم أن له قنوات ومؤسسات وآليات للتعبير عن احتجاجه، وتفعيل المساطر الإدارية تجاه كل تجاوز أو خلل أو كل أمر يستدعي تدخله بصفته مفوضا بتمثيل الساكنة والدفاع عن مصالحها.
اليوم، هناك جزء من منتخبينا من لا نراهم إلا عند كل محطة انتخابية يحصدون المقاعد، ولهم اساليبهم التي تنوعت وصاروا مدارس في صنع الخرائط السياسية المحلية. ولا غرابة في ذلك، فالطبقة المتوسطة والتي من المفروض أن تكون قاطرة المجتمع المحلي، اختارت الحياد السلبي والاكتفاء بدور غير المعني تجاه كل القضايا المحلية واعتبار مراكش والدار البيضاء ملاذات للهروب من بؤس المدينة، ومن مشاكلها، فعطلهم هناك وأطباؤهم هناك ومحلاتهم التجارية هناك ومستقبلهم ومستقبل أبناءهم هناك، ومنهم من آثر العيش هناك والعمل هنا مضطرا في انتظار أول فرصة ليغادر المدينة نهائيا ويتنصل لأصله ولهويته.
الطبقة المتوسطة هي قلب المجتمع وهي حين تمارس اختياراتها الخاصة المشروعة، ملزمة في نفس الوقت بالمشاركة في النقاش العمومي وفي تحمل المسؤوليات وفي تأطير المواطن من خلال علاقاتها الاجتماعية و خلق وعي جماعي قادر على المساهمة في تحديد احتياجات المدينة وتوحيد تصوراتها والدفاع عنها، وهو المدخل لتنمية محلية حقيقية، وليس فقط اكتفائها بنصف انتماء ونصف هوية.
هي ملزمة أيضا بالانخراط في الحياة السياسية عبر التسجيل في اللوائح الانتخابية والانخراط في الأحزاب السياسية والإيمان بمبدأ التغيير من داخل المؤسسات وعدم الاكتفاء بمنطق التيئيس والتبخيس والعدمية، ملزمة بالانخراط الثقافي، والجمعوي وغيرهم من المجالات، إذا كانوا حقا مدينين للمدينة وأوفياء لها ولمبادئهم وشعاراتهم.
اليوم، أسفي في حاجة إلى جبهة محلية قادرة على رد اعتبارها، جبهة وطنية تضم الجميع من كل الغيورين على المدينة وخارجها، ومن كل المؤسسات الإدارية والمنتخبة وأطر المدينة وفعاليتها، جبهة إنقاذ مدينة أسفي والتي حقيقة تأخرت كثيرا، و كثيرا…
التعليقات - الدكتور المعزوزي يكتب: الناس اللي مفروض فيهم يدافعو على آسفي اختارو الحياد السلبي ولاو كيهربوا لمراكش والدارالبيضاء :
عذراً التعليقات مغلقة