أكد وزير الطاقة والمعادن والبيئة، عزيز الرباح، أول أمس السبت بالصويرة، أن الطاقات المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، تشكل حلا ملائما لتحديات أمن الإمدادات والولوج إلى الطاقة والحفاظ على البيئة.
وأضاف الوزير، في كلمة تلاها نيابة عنه مدير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية أوحمد محمد، بمناسبة افتتاح المركز التربوي لقرية الطاقة الشمسية إيد مجاهدي التابعة أوناغة (إقليم الصويرة)، “لقد دخلت الطاقة الشمسية إلى دورة انخفاض التكاليف، وانتشار متزايد وتقدم تكنولوجي متسارع”.
وذكر الرباح بأن المغرب قرر في سنة 2009، بشكل طوعي للغاية، المضي في طريق الانتقال الطاقي، مضيفا أن هذا الخيار السياسي يتقاسمه ويدعمه اليوم جميع الفاعلين الوطنيين والمجتمع المدني.
وأوضح، في هذا الصدد، أن المملكة نجحت في أقل من عقد من الزمن في تطوير نموذج طاقي يعتمد على الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والاندماج الإقليمي.
وقال الوزير “هناك اليوم 3700 ميغاواط تعمل بالطاقات الشمسية والريحية والكهرومائية، مما يرفع حصة الطاقات المتجددة إلى نحو 34 في المئة من الطاقة الكهربائية”، مشيرا إلى أن النتائج التي تحققت اليوم في إطار الانتقال الطاقي مشجعة للغاية.
وأوضح رباح أنه إلى جانب خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، “انخفض اعتمادنا على الطاقة من 98 في المئة في 2009 إلى أقل من 93 في المئة حاليا، وهو هامش احتياطي مريح للغاية للنظام الكهربائي الوطني لضمان إمداداتنا في أحسن الظروف”.
وأضاف أنه في ما يتعلق بالاندماج الصناعي، فإن الشركات العاملة في قطاعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية مستقرة بالفعل في المغرب، بالإضافة إلى إنشاء مصنع للأذرع الريحية بطاقة إنتاج تبلغ 1000 ميغاواط سنويا، موجهة للسوق المحلي وللتصدير.
وقال “اليوم، استكملنا تقريبا عملية تحسين إطارنا التشريعي والتنظيمي المنظم للطاقات المتجددة”.
وأضاف الوزير أن الهدف هو دعم تطوير الطاقات المتجددة على المستوى المحلي وتعزيز الشفافية وتبسيط إجراءات الترخيص ومنح المستثمرين الرؤية الضرورية.
وأشار الرباح إلى أنه بالتوازي مع تطوير المشاريع الكبرى للطاقات المتجددة، انخرط المغرب في دينامية لتعزيز النجاعة الطاقية وتطبيقات الطاقات المتجددة، مستعرضا في هذا الصدد سلسلة من البرامج والأنشطة التي رأت النور والتي مكنت من توفير الطاقة وتطوير الخبرات الوطنية وزيادة التحسيس والوعي بقيمة النجاعة الطاقية.
وتابع “اليوم نرى دينامية ملحوظة في مجال النهوض بالنجاعة الطاقية والمشاريع الصغرى والمتوسطة لمختلف تطبيقات الطاقات المتجددة”، مشيرا إلى أن الإدارات والمؤسسات العمومية، وكذا الجهات والجماعات الترابية بدأت بالفعل في إنجاز مشاريع لتعزيز النجاعة الطاقية في المباني العمومية.
كما أكد على الاهتمام المتزايد الذي يوليه الفاعلون المحليون، وخاصة المجتمع المدني، بمشاريع الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والمتجسدة في المبادرات الطوعية والمشاريع الملموسة، مشيرا إلى أن هذه الدينامية تتم مواكبتها عبر تسريع عملية الانتهاء من إرساء الإطار التنظيمي، والتي من بين أهدافها النهوض بالأداء الطاقي وإرساء نظام بيئي وطني لمقاولات الخدمات الطاقية.
وفي هذا الصدد، أوضح الوزير أن الدراسات جارية لتطوير برامج ضخ الطاقة الشمسية، والتثمين الطاقي للكتلة الحيوية، والتنقل الكهربائي وتسريع ظهور نظام بيئي للطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية.
وأضاف أنه خلال شهر نونبر الماضي، قرر المغرب، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تسريع انتقاله الطاقي ومراجعة طموحاته في مجال الطاقات المتجددة، وبالتالي تجاوز الهدف المعلن عنه خلال (كوب 21) والذي يمثل 52 في المئة من القدرة المشغلة في 2030.
وأوضح أن تسريع هذا الانتقال الطاقي، الذي دعا إليه جلالة الملك، يوفر فرصا جديدة بالنسبة للفاعلين العموميين والخواص والمحليين من أجل تطوير المشاريع، لا سيما على المستوى المحلي.
وبخصوص قرية الطاقة الشمسية إيد مجاهدي (جماعة أوناغة)، أكد أن الأمر يتعلق بمشروع مبتكر مكن من تزويد حوالي عشرين منزلا، غير متصل بالشبكة، بالكهرباء الخضراء القادمة من المحطة المركزية الشمسية الكهروضوئية، مع تخزين البطارية وشبكة صغرى تلبي احتياجات الساكنة المحلية.
وأضاف أنه، فضلا عن الاتصال بالكهرباء الخضراء، يتميز هذا المشروع بتثمين التطبيقات الشمسية مثل معدات تسخين المياه بالطاقة الشمسية للولوج إلى المياه الصحية الساخنة والإضاءة وضخ الطاقة الشمسية وتركيب أفران شمسية للطبخ بالإضافة إلى خزان مياه لتحسين ظروف عيش السكان.
التعليقات - عزيز الرباح من الصويرة..الطاقة الشمسية الكهروضوئية حل ملائم لتحديات أمن الإمدادات :
عذراً التعليقات مغلقة