فضيحة كبرى : توقف أشغال الميناء الجديد لآسفي بسبب شقوق ضخمة وشركات مشرفة على المشروع تغادر

وجد وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء عبد القادر اعمارة، نفسه في قلب فضيحة كبرى، بعد توقف الأشغال بميناء آسفي، الذي دشنه الملك قبل خمس سنوات، اثر ظهور شقوق ضخمة في الرصيف الخاص بالفحم الموجه للطاقة الحرارية، حسب ما كشف عنه تقرير لأحد مكاتب الدراسات والإختبارات، والذي كشف أيضا على أن عدم التقيد بالضوابط التقنية والشروط الهندسية ومعايير الجودة في انجاز الحوض، أدى إلى تحطم جزء كبير من الأحجار الضخمة المشكلة لحاجز الميناء، والتي جرفت الأمواج والتيارات البحرية، الكثير منها.

وكشفت معطيات دقيقة حصلت عليها “آسفي كود”، أن الأشغال بالميناء المعدني الجديد لآسفي، توقفت بالكامل، وانسحبت من موقع المشروع شركات كانت تدبر انجاز عددا من مرافق الميناء،  كان آخرها شركة تركية غادرت موقع المشروع قبل أسبوع، بعد أن سحبت آلياتها وعمالها.

وتشير المعطيات المذكورة، أن التمديد باستمرار للمدة القانونية الممنوحة للشركة المكلفة بانجاز المشروع،  لم يشفع في إخراجه إلى الوجود، وفي  إنهاء الأشغال التي انطلقت  سنة 2013، و كان مقررا أن تنتهي مرحلتها الأولى نهاية 201، قبل أن تتفجر فضيحة انجراف  ملايين الأطنان من الأحجار الضخمة، والحواجز الإسمنتية العملاقة.

وتخوف مصدر تحدث إلى “آسفي كود”، من النتائج المخيبة التي من الممكن أن تكشف عنها الاختبارات والدراسات، التي كلفت وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، الوكالة الخاصة لميناء طنجة المتوسط ، والوكالة الوطنية للموانئ بانجازها، بعد ظهور عيوب تقنية وهندسية في ورش بناء ميناء آسفي، وما قد تخرج به هذه النتائج من قرارات نهائية، قد تؤكد عدم صلاحية هذا الميناء للعمل، وبالتالي إعادة بناءه من جديد، بعد أن استنزف ميزانية ضخمة وصلت إلى ب4,1 مليار درهم ، وتمت المراهنة عليه من أجل المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة مراكش آسفي، ومواكبة قطاع الطاقة والصناعة الكيماوية بالجهة.

وكان، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء عبد القادر اعمارة، قد اعترف خلال زيارته لورش الميناء منتصف شهر غشت 2017، بصعوبات في انجاز المشروع، وأكد أنها أمر عادي في مثل هذه المشاريع المهيكلة، مبديا حينها تفاؤله بتجاوز تلك الصعوبات، من خلال عقد اجتماعات ولقاءات مع الخبراء والأطراف المعنية، قبل أن يكشف الواقع الحالي، الفشل في تدبير تجاوز الاختلالات التي يعرفها المشروع، والذي بات مهددا بالعودة إلى نقطة الصفر.