قال محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى ال66 لثورة الملك والشعب، حدد مجموعة من التوليفات التي تشكل محاور أساسية في وضع تصور للنموذج التنموي الذي سيتم إعداده من خلال مقاربة تشاركية إدماجية عن طريق إحداث لجنة وطنية خاصة.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التوليفات تركز في تأطير النموذج التنموي الجديد على ثلاث مهام أساسية تكمن في التقويم والاستباق والاستشراف، وعلى تمفصلات غائية تكمن في التنمية و الإنصاف والوقع الايجابي والإقلاع الشامل.
كما تركز هذه التوليفات ، يضيف الأستاذ الغالي، على تمفصلات سلوكية تكمن في المسؤولية والانخراط الشامل والالتزام الذاتي والمبادرة الذاتية ، وعلى تمفصلات مكانية تنموية تتمثل في الاستثمار الترابي والوسط القروي وضواحي المدن.
وأبرز أن الخطاب الملكي السامي أكد على منطلقات أساسية في مسار التنمية وهو مسار انعطاف من استغلال للثروة إلى خلقها مما يعني إحداث ثورة في أنساق وأنماط الإنتاج سواء على مستوى التربية والتكوين وحسن استغلال الكفاءات وخلقها.
واعتبر، في هذا السياق، أن إطار النموذج التنموي يجب أن يبقى خاضعا لضرورات التوازنات الماكرو أو الميكرو-اجتماعية خاصة على مستوى الحفاظ على انسيابية ومناعة الطبقة الوسطى كعامل صمام أمان في الحفاظ على التوازن، في سياق عالم متموج وخاضع لأجندات تتحكم فيها عوامل جيواستراتيجية متباينة تدوس على كل ما هو قطري أو وطني.
وسجل من جهة أخرى، أن تأكيد الخطاب الملكي على عامل التشغيل الذاتي باستغلال مختلف البرامج التنموية الاجتماعية الوطنية في الأوساط القروية والشبه القروية يشكل بعدا أساسيا في خلق الثروة، وكذلك استثمار الفرص الأخرى المتاحة في المجالات غير الفلاحية المباشرة والتي تتمثل في السياحة القروية وفي الصناعات المحلية المرتبطة بها والتجارة، وتحريك الرأسمال الثابت لجعله مرنا ومتاحا أمام مختلف المبادرات الخاصة الاستثمارية، خاصة على مستوى استغلال الأراضي السلالية.
كما أبرز المتحدث أن الخطاب الملكي وقف عند الجدل القائم بين الشهادة والكفاءة والمهارة وضمان التشغيل، من خلال التأكيد على أن الحصول على الشهادات التي مصدرها التعليم العالي لا يشكل امتيازات بل هو حلقة من حلقات اكتساب المعرفة وصقل المهارات على اعتبار أن التكوين الجامعي مرحلة من مراحل التعليم، قيمته المضافة تكمن في درجة الانفتاح على ما هو مهني ذي هوية جامعية.
وتعد هذه رسالة واضحة وقوية ، يقول الأستاذ الغالي، تتطلب انخراطا والتزاما حقيقيا لدى الأسرة الجامعية بمختلف مكوناتها من أجل وضع آليات الأجرأة العملية في تحقيق ثورة، من المكتسبات العلمية والمعرفية إلى المكتسبات الشخصية المهنية.
وخلص إلى القول إن الخطاب الملكي يبقى مفتوحا ومهيبا بالجميع، كل الإرادات والفعاليات الحسنة الملتزمة بحب الوطن أن تنخرط بشكل طوعي ومتزن للمساهمة في ترجمة مقاصد الخطاب الملكي على مستوى الواقع .
التعليقات - الأستاذ الغالي… الخطاب الملكي حدد المحاور الأساسية للنموذج التنموي الجديد :
عذراً التعليقات مغلقة