حتى لا يتحول المخازنية إلى شماعة نعلق عليها فوضى وسيبة وبلطجية بعض الباعة الجائلين

خلفت الصورة المرتبطة ببائع جائل بحي الكورس، وهو معتقل بسلسلة حديدية كان قد ربطها بعنقه بعربة لبيع الفواكه، (خلفت) ردود فعل متباينة، لاسيما وأن العديد من المتتبعين توقفوا عند الجانب المظلم من الصورة، دون التمحيص في واع وحقيقة ما جرى من طرف بائع جائل عمد الى ربط السلسلة الحديدة ما بين عنقه وعربة مجرورة مهددا بالانتحار بعد أن كانت القوات العمومية قد تدخلت لفرض النظام العام، وفك الحصار عن أحياء وشوارع رئيسية حوصرت بالقوت وأصبحت في عرف عدد من الباعة الجائلين حقا مكتسبا لهم.

تدخل السلطات المحلية، كان في نطاق القانون ومن أجل بسطه على أرض الواقع، ولم يكن تدخل بعض رجال القوات المساعدة ورغم ما يواجهونه من سباب وشتم وكلام حاط من كرامتهم، إلا من أجل تجنب وقوع حالة انتحار كان البائع الجائل موضوع الضجة يهدد بوقوعها.

بعد ساعات من التفاوض وفي محاولة منهم لحلحلة وضع ظل البائع الجائل المذكور يهدد بوقوعه، كان لزاما التدخل لقطع السلسلة التي ربطها البائع الجائل مع عربة الفواكه، ومنع تمرده أمام رجال القوات العمومية من فك السلسلة المذكورة من عنقها بعد أن جرى اعتقاله بناءا على تعليمات أصدرها وكيل الملك بآسفي.

إن واقعة البائح الجائل بحي الكورس لا يجب أن تنسي واقعا مؤلما يعيشه رجال القوات العمومية وهم يتدخلون لاستتباب الأمن في عدة وقائع، وما يتعرضون له من إصابات وهم يغامرون بحياتهم في الكثير من الحالات التي يستوجب واجبهم الأمني التدخل لفرض تطبيق القانون وحماية أمن وسلامة المواطنين والممتلكات العامة.

ما لا يجب أن تخفيه واقعة البائع الجائل بحي الكورس أن رجال القوات المساعدة، يقضون ساعات في الجحيم من أجل استثاب الأمن، وقد تجسد أحداث الرعاة الرحل واقعا مؤلما تعيشه هذه الفئة والتي تقضي أياما في الخلاء من أجل حماية المواطنين وأمنهم، وما واقعة أحداث مقلع الرمال بجماعة البدوزة وإصابة عشرات رجال القوات العمومية إلا صورة أخرى من ما تتعرض له هذه القوات من اعتداءات لا يمكن أن تخفي تضحياتهم الجسام، لا يمكن معها أن نجعل منهم شماعة نعلق عليها عددا من الصور السلبية، وأن يتحولوا فقط إلى مجرد أفراد تلتصق بهم جميع الوقائع والأحداث السلبية.

الحرص على حماية الحرية في الاحتجاج وفضح الظواهر الشاذة، أمر نتقاسمه مع القوات العمومية، ونحرص جميعا على تجسيده على أرض الواقع بكل احترام وتجانس مع الضوابط التي يكفل معها القانون الحرية والحماية وحق الجميع في العيش بكرامة وسلامة.