التأمت، اليوم الثلاثاء بالصويرة، ثلة من الخبراء ورؤساء المقاولات والمسؤولين والفاعلين في المجتمع المدني وممثلي المصالح الخارجية والإقليم، وذلك في إطار “أيام التصميم لتدبير وتثمين النفايات”، وهو حدث منظم من طرف مختبر الصويرة للابتكار.
ويهدف هذا الحدث، الذي يستمر على مدى يومين، إلى تمكين الفاعلين المعنيين من تبادل وجهات نظرهم والعمل في تآزر لفائدة جميع القضايا المتعلقة بسلسلة قيمة النفايات على مستوى إقليم الصويرة.
وتعد هذه التظاهرة أيضا منصة للإطلاق المشترك لحلول عملية وملموسة يمكن تنفيذها لفرز وجمع النفايات أو إعادة التدوير أو تحسيس المواطنين أكثر بهذه الإشكالية. كما أنها تمنح المشاركين الفرصة لاستعراض جميع الاحتمالات على مستوى إقليم الصويرة لوضع الأسس لاقتصاد دائري مستدام.
وفي كلمة بهذه المناسبة، قال عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، إن الموضوع الذي تم اختياره اليوم يعد من بين القضايا الراهنة التي تفرض نفسها على الصعيد العالمي، مؤكدا على صرورة تضافر جهود جميع المتدخلين للاستفادة من الطاقات الإيجابية الناشئة والانفتاح على أفضل الممارسات في هذا المجال، حتى يصبح بإمكانهم على التغلب على جميع الصعوبات.
وأبرز السيد المالكي، من جهة أخرى، الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجميع القضايا المتعلقة بحماية البيئة والنهوض بالتنمية المستدامة، مستشهدا في هذا الصدد بالتوجيهات الملكية السامية الواردة في الخطاب الملكي بمناسبة المؤتمر الدولي الثاني والعشرين حول المناخ (كوب 22) الذي عقد في نونبر 2016 بمراكش.
ووفقا للسيد المالكي، فإن المهم هو اتخاذ تدابير عملية ومبادرات ملموسة في مجال حماية البيئة ومكافحة آثار التغيرات المناخية، لأن الأمر يتعلق بحماية حقوق أجيال المستقبل، مشيرا إلى أن هذه المعركة ليست مسؤولية الدولة والفاعلين الحكوميين وحدهم، بل هي مسؤولية جميع الأطراف المعنية (المقاولات والجماعات الترابية والمجتمع المدني … إلخ).
وقال “إن المغرب كان على الدوام رائدا في كل هذه القضايا”، مشيرا إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة ستمكن المقاولات من مضاعفة أنشطتها وتحقيق أرباح، مع المساهمة في إحداث فرص عمل للشباب في إطار ما يسمى “الاقتصاد الدائري”.
وفي معرض استعراضه لسلسلة من المؤهلات التي يزخر بها إقليم الصويرة من أجل النهوض بـ “اقتصاد أخضر” حقيقي يولد قيمة مضافة مؤكدة ينبغي على الجميع تقاسمها على قدم المساواة، شدد السيد المالكي على الحاجة إلى تسريع وتيرة العمل لأننا حاليا في عالم تنافسي.
وأعرب، بنفس المناسبة، عن ارتياحه لانخراط الفاعلين المحليين على مستوى الصويرة في تجربة الحلول المقترحة، مؤكدا على ضرورة العمل معا من أجل تقديم حلول ملموسة وقابلة للحياة لجميع القضايا التي تعيق التنمية المستدامة.
بعد ذلك، تابع الحاضرون عرضا شاملا حول مختلف الممارسات والتجارب الدولية الناجحة على الصعيد الدولي في مجال تدبير وتثمين النفايات، والنهوض بالاقتصاد الأخضر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع تسليط الضوء على الجهود والتشريعات العالمية.
كما تم التركيز على الإطار القانوني الوطني، والمبادرات المؤسساتية الوطنية والمحلية ذات الصلة، وكذا على بعض المبادرات المواطنة التي يتخذها باستمرار المجتمع المدني والجمعيات المحلية، بهدف تنظيف الشاطئ والمدينة العتيقة، ومن أجل فرز النفايات وتحويلها إلى منطق دائري.
وأبرز المشاركون سياق مبادرة مختبر الصويرة للابتكار والتي تتمثل في ثلاث نقاط أساسية هي ضمان تطور مدينة الصويرة من خلال ضمان احترام البيئة والتنوع البيولوجي لبيئاتها المائية والأرضية، وتطوير نماذج اقتصادية حول المهن الخضراء مما يسمح بإحداث قيمة اقتصادية على المستوى المحلي وفرص للابتكار وقابلية التوظيف، وإدراج الديناميات التي تم إطلاقها بروح الاقتصاد الدائري.
ويعد مختبر الصويرة للابتكار، الذي تم إنشاؤه في دجنبر 2018، ابتكارا ترابيا مفتوحا وشاملا يعمل فيه خبراء الأعمال المتطوعون بتعاون وثيق مع جميع الفاعلين المحليين والقطاعين العام والخاص لتصميم مشترك لحلول مبتكرة ومستدامة ومتكيفة مع احتياجات وطموحات الإقليم.
التعليقات - تدبير وتثمين النفايات تحت مجهر مختبر الصويرة للابتكار :
عذراً التعليقات مغلقة