من الصعب على الإنسان، أن ينعى عزيزاً، ومن المؤلم جداً، أن يجد المرء نفسه، يسكب الدموع أو الكلمات، لترثي قلباً بحجم قلب وطيبة ونقاء وإخلاص، مصطفى الغازي، الذي انتقل إلى رحمة الله، أمس السبت.
نجح مصطفى الغازي في أن يترك بصمته طيلة مسيرته، في قلب وعقل وفكر كل من عاشروه، كانت ابتسامته العفوية، وضحكته الخجولة، علامة على ما يمتلكه من حب في نفوس الجميع. كان ـ رحمه الله ـ يكتفي بابتسامة عذبة أو ضحكة خجولة، ولا يعقب بكلمة.
كان إنساناً بمعنى الكلمة، ستظل ردهات مبنى قسم تصحيح الإمضاءات ببلدية آسفي، تحس بفقده، وستظل عيون زملاءه ومعارفه تبحث عنه، ليس من أجل تصحيح إمضاء أو المصادقة على وثائق هذه المرّة، ولكن من أجل شعور الفقد الغالي، الذي ينادي في الأرجاء، لا تغب عنّا يامصطفى.
لا نجد كلمة توفي فقيدنا الراحل حقه من التكريم الذي يجدر أن يليق به، ميتاً، وهو الذي أوجد بغيابه، هذا الحزن الذي يشع في الوجوه، وأرى عيون رفاقه والدموع تكاد تتحجر فيها، أسى عليه، ولكن لا راد لقضاء الله، لله ما أعطى، ولله ما أخذ.
لا ندري ماذا نقول اليوم، بعد أن فقدنا مصطفى الغازي، وماذا نقول لمحبيه وأصدقائه، وماذا نقول لأسرته وأبنائه ؟ بل ماذا نقول للردهات والممرات التي شهدت طيبته وتفانيه في العمل؟.
كل كلمات الرثاء صعبة، وكل كلمات النعي متحجرة.. لا نملك إلا أن نقول في هذه اللحظة، إلا رحم الله مصطفى الغازي .. وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وذويه ومحبيه كل الصبر والسلوان.. فوداعاً أيها الأخ والصديق.. وداعاً أيها الرجل الطيب …إنا لله وإنا إليه راجعون.
التعليقات - مصطفى الغازي…وداعا أيها الرجل الطيب ولترقد روحك بسلام :
عذراً التعليقات مغلقة