في إطار برنامجه السنوي المتعلق بالأنشطة الثقافية والعلمية نظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بآسفي ومسلك أطر الادارة التربوية بتنسيق مع مختبر الدراسات حول التربية والبيئة والتنمية المستدامة (م ت ب ت م) يوما دراسيا حول موضوع ” التقويم المؤسساتي مدخل للارتقاء بالمؤسسات التعليمية “بمشاركة لفيف من الاساتذة والباحثين وذلك يوم الخميس 2 ماي 2019 ، وقد استهلت هذه الفعاليات بإقامة حفل تكريمي احتفاء بالأستاذين الفاضلين ذ صالح الحماني وذ محمد دياك المكونين بنفس المركز واللذان سيحالان على التقاعد نهاية الموسم الحالي ،و أشرف على مجريات التسيير والتنسيق بين المتدخلين خلال هذه الندوة كل من ذ عبد الالـه أبو مارية و ذ إبراهيم التركي ذ عبد الجبار كريمي .
في بداية الندوة سلط الاستاذ ابراهيم التركي الضوء على أهمية التقويم المؤسساتي كعملية تقويم وتعديل من أجل تجويد أداء المؤسسات والمنظمات وذلك بهدف تحديد مكامن الضعف والقوة و العمل على تجاوزها وأكد ذ التركيأن ثقافة التقويم بالمؤسسات التعليمية تعاني من صعوبات عديدة على المستويين النظري والاجرائي و اعتبر أن هذا اليوم الدراسي بمثابة استجابة واعية للحاجة الملحة لإرساء منظور واضح للتقويم لدى الفاعلين التربويين وحدد أهداف اليوم الدراسي في :
*تحسيس وتعبئة المتدخلين في المؤسسات التعليمة بثقافة التقويم المؤسساتي.
* تمكين الفاعلين المحليين في المؤسسات التعليمية من آليات التقويم المؤسساتي الناجع .
* اعتماد التقويم المؤسساتي آلية استراتيجية لقيادة التغيير وارساء نظام الجودة بالمؤسسات التعليمية .
وأثناءالمداخلة الأولى تطرق ذ صالح الرحماني إلى أن مفهوم التقويم المؤسساتي ارتبط في اذهان البعض بالجزاء والعقاب و المحاسبة مما جعل هذه الكلمة تكتسي دلالة استفزازية على حد تعبيره ،في حين ان التقويم المؤسساتي هو عملية تشخيص لفهم واقع المؤسسة من حيث نجاعتها وجودة أدائها وخلص الى ان التقويم المؤسساتي نوعان تقويم خارجي / افتحاص AUDITتقوم به جهات خارجية ( مديرية إقليمية ـ اكاديمية – وزارة …) أما التقويم المؤسساتي الداخلي فيقوم به مدير المؤسسة التعليمية بمعية فريق عمل يحدد معايير الجودة المطلوبة ثم ترجمتها الى مؤشرات قابلة للكم والقياسوتيسر عملية دراستها واصدار الاحكام عليها ، ورصد ذ صالح الرحماني عمليات التقويم المؤسساتي من خلال خمس مراحل 1) مرحلة التشخيص 2) مرحلة تحديد الاولويات 3) مرحلة اعداد لوحة القيادة 4) تحديد أداة التقويم ( استمارة- بحث مباشر- جمع وثائق …) 5) تتبع واستثمار النتائج …
المداخلة الثانية تتطرق فيها الأستاذ محمد المباشري إلى مقاربة مفهوم التقويم من خلال مبدأ عقد الثقة بين المدبر التربوي والاطر التربوية حيث اعتبر ان التقويم ينبني على مجموعة من البنود المتفق في شأنها بين القائد التربوي وفريق العمل واعتبر ان نجاعة التقويم المؤسساتي تكمن في تحقيق الرضا والوظيفي وارساء العلاقات الانسانية داخل المجتمع المدرسي من خلال التواصل والانفتاح المتبادل بين مكونات المجتمع المدرسي .
أما المداخلة الثالثة ركز من خلالها الاستاذ عبد الجبار كريمي على دور مسؤولية الإطار الإداري والتربوي في عملية التقويم المؤسساتي باعتبار أن هذا الاخير هو شكل من اشكال تدبير المرفق العمومي وفق مبادئ الحكامة الجيدة وبالتالي فان مسؤولية الاطار الاداري والتربوي تؤطرها نصوص تشريعية والقوانين تنظيميةحددها في :
*المسؤولية الإدارية في حال ارتكاب أحد الموظفين لخطأ إداري
* المسؤولية المدنية (قانون الالتزامات والعقود) الناتجة عن الأفعال الشخصية أوعن أفعال الغير
*المسؤولية الجنائية إذا ثبت اقترافها لجنحة أو جريمة محددة في القانون الجنائي
خلال المداخلة الأخيرة تطرق ذ مختار شفيق الى التطور والتنمية الذاتية كمعبرين للاتقاء بجودة المؤسسات التعليمية واعتبر ان التنمية الذاتية تتحقق عبر التغذية الراجعة feedbackوهذا يتطلب حسب رأي الباحث النزول الى الواقع و ركوب المخاطر من أجل فهم الواقع والتأثير فيه بشكل جدلي … وبعد عرض المداخلات تم فتح باب المناقشة والتساؤلات التي ساهمت في اغناء و إثراء محاور اليوم .
التعليقات - بالصور: المركز الجهوي للتربية والتكوين ينظم يوما دراسيا حول موضوع ” التقويم المؤسساتي مدخل للارتقاء بالمؤسسات التعليمية” :
عذراً التعليقات مغلقة