انعقد أمس الاثنين بمراكش، المجلس الإداري للوكالة الحضرية لمراكش في دورته التاسعة عشر والذي تميز بتقديم حصيلة أنشطة الوكالة برسم 2018 ، والمصادقة على ميزانية 2019 وبرنامج العمل التوقعي لسنتي 2020 و2021 .
وأبرز مدير الوكالة الحضرية لمراكش السيد خالد وية، خلال تقديمه لحصيلة أنشطة الوكالة خلال سنة 2018، أن هذه المؤسسة قامت خلال السنة الفارطة بمواكبة انجاز المخطط المديري للتهيئة العمرانية لمراكش الكبرى ومواصلة تغطية مجالها الترابي بوثائق التعمير، مع الحرص على الرفع من جودة المشهد الحضري والإطار المبني والنهوض بالعالم القروي وتحسين الظروف المعيشية للساكنة، وتأهيل المجالات الترابية.
كما استعرض الجهود المبذولة على مستوى التدبير الحضري من خلال اعتماد مقاربة تتوخى المرونة والفعالية وتبسيط مساطر دراسة الملفات ومواكبة المستثمرين، واحترام الخصوصيات العمرانية والمعمارية، مع إيلاء أهمية كبرى للبعد البيئي والتنمية المستدامة.
وأشار السيد خالد وية ، إلى أنه في إطار الحرص على الحفاظ على الموروث الثقافي والعمراني والخصوصيات التاريخية والمعمارية لمدينة مراكش، عملت الوكالة على مواكبة انجاز المشاريع التنموية الكبرى باعتماد مقاربة تشاركية بين كافة المتدخلين والفاعلين والمهتمين بهذا النسيج العتيق.
من جهته، استعرض مدير دعم التنمية المجالية بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ، السيد أحمد التباعي، الذي ترأس أشغال هذا الاجتماع بحضور على الخصوص والي جهة مراكش آسفي السيد كريم قسي لحلو ، وعاملي إقليمي شيشاوة والحوز، السياق الذي ينعقد فيه هذا الاجتماع والذي يتميز بمواصلة المشروع الديمقراطي الحداثي وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة، وانجاز أوراش إصلاحية كبرى في مقدمتها ورش الجهوية المتقدمة الذي يروم تقليص التفاوتات المجالية وتحقيق المساواة فيما يتعلق بالولوج للخدمات ووضع إطار عمراني ذو جودة، وورش النموذج التنموي الجديد وميثاق اللاتمركز الإداري.
وأكد على ضرورة ايلاء أهمية لاستكمال ورش التغطية بوثائق التعمير وتبسيط المساطر وخاصة في التعامل مع العالم القروي ، وتشجيع الاستثمار والاهتمام بجودة المشهد العمراني بإعمال مبادئ التعمير المستدام ، داعيا الوكالة إلى التركيز في عملها على التوفر على تصور تنموي ورؤية بعيدة المدى، مسجلا أن الاشكالات التي يعرفها تدبير المجال تقتضي اعتماد مقاربات جديدة وتنسيق وتكامل أكثر.
من جانبه، أكد والي الجهة الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمدينة مراكش، وإشراف جلالته على إعطاء انطلاقة انجاز العديد من البرامج التنموية الكبرى بالمدينة العتيقة لمراكش، لصيانة وضمان استدامة الموروث التاريخي العريق، والرقي بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي وتطوير مؤشرات التنمية المستدامة، إضافة إلى تعزيز مكانة المدينة الحمراء كوجهة سياحية عالمية.
كما أبرز السيد كريم قسي لحلو ، أهمية التعمير الذي يشكل إحدى الأولويات الإستراتيجية للسياسات العمومية باعتباره رافعة أفقية تبنى على أساسها مخططات وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية للمجالات الترابية، مشيدا بالدور المتميز الذي تلعبه الوكالة الحضرية لمراكش في مواكبتها وتتبعها لمختلف الأوراش التنموية الكبرى وانجاز مختلف الدراسات النوعية لاسيما تلك المتعلقة بتأهيل احياء المدينة العتيقة لمراكش وانخراطها الفعلي في إعداد مشروع التصميم الجهوي لإعداد التراب في إطار الجهوية المتقدمة.
وأجمعت باقي التدخلات على الإشادة بما تبذله الوكالة الحضرية لمراكش من جهود لخدمة الشأن المحلي وتمكنها من فرض مكانة متميزة وسط المنظومة المحلية بالمدينة الحمراء، من خلال نجاح إستراتيجية عملها المبنية على تعزيز مبادئ الحكامة الجيدة والتنسيق والتشارك بين مختلف الفاعلين واطلاعها بأدوار جديدة من خلال المساهمة في التزيين الحضري وروح الابتكار، إضافة إلى دورها المتميز في تتبع الأوراش التنموية الكبرى وحرصها على الحفاظ على الخصوصيات المعمارية المتميزة للمدينة الحمراء.
كما دعا المتدخلون إلى إعداد مخططات وتصاميم للدواوير الكبرى التابعة للنفوذ الترابي للوكالة الحضرية لمراكش والتي تعرف نموا متسارعا ، وكذا اعداد دراسات حول تقنيات البناء بالعالم القروي ووضع تصاميم معمارية نموذجية.
كما تميزت أشغال هذه الدورة التي تتزامن مع مرور خمسة وعشرون سنة على إحداث الوكالة الحضرية، بتوقيع مجموعة من اتفاقيات شراكة تروم في مجملها الحفاظ على الخصوصيات المعمارية والعمرانية الأصيلة للمدينة العتيقة لمراكش ، إلى جانب تنظيم معرض تضمن أبرز محطات مشاريع برنامج تثمين وتأهيل المدينة العتيقة.
التعليقات - انعقاد المجلس الإداري للوكالة الحضرية لمراكش في دورته التاسعة عشر :
عذراً التعليقات مغلقة