الإنسان العاقل في جبل إيغود باقليم اليوسفية: بإمكاننا الآن معرفة كيف كان شكله

أسفي كود20 يونيو 2024آخر تحديث : الخميس 20 يونيو 2024 - 8:42 مساءً
أسفي كود
زوومفي الواجهة
الإنسان العاقل في جبل إيغود باقليم اليوسفية: بإمكاننا الآن معرفة كيف كان شكله

تم الكشف عن وجه أقدم إنسان لأول مرة منذ 300 ألف عام. بقايا هذا الإنسان الذي تم العثور عليه في جبل إيغود باقليم اليوسفية بالمغرب، أضافت 100 ألف سنة أخرى إلى أصل الإنسان العاقل. وقد أعيد تشكيل تقاسيم وجه هذا الإنسان القديم من خلال العلماء بفضل شكل جمجمته.

بقايا إنسان ما قبل التاريخ في جبل إيغود لم تضف فقط 100 ألف سنة إلى أصل الإنسان العاقل، ولكنها تسلط أيضا الضوء على الدور المركزي للمغرب في تاريخ الإنسانية.

وخلافا للنظرية القديمة التي مفادها أن شرق أفريقيا كانت هي مهد الإنسانية، تؤكد هذه الحفريات إلى أن أسلافنا قد تفرقوا عبر القارة الأفريقية منذ 300 ألف سنة.

والآن، تم الكشف عن وجه هذا الإنسان القديم بفضل عمل سيسرو مورايس، الخبير البرازيلي في تصميم الأشكال الاصطناعية. فقد استخدم المعطيات التي وفرها الباحثون في معهد ماكس بلانك من أجل تصميم ثلاثي الأبعاد للجمجمة المكتشفة في جبل إيغود، وإجراء تقريب للوجه بشكل متواصل. « الوجه المصمم قوي وهادئ »، وفق ما صرح به لصحيفة « دي ميرور » (The Mirror).

وباستخدام التصوير المقطعي لإنسان حديث، تم تكييف هذه المعطيات حتى تتحول الجمجمة العينة إلى جمجمة جبل إيغود وبالتالي تشكيل وجه ملائم. وساعدت المعطيات الحديثة على التنبؤ بسمك الأنسجة الرخوة والإسقاط المحتمل للأنف وتقاسيم الوجه الأخرى.

وأسفرت عملية إعادة تشكيل الوجه عن مجموعتين من الصور. وأوضح سيسرو مورايس، الذي نشر دراسته في مجلة التصاميم ثلاثية الأبعاد « OrtogOnLineMag »، هذه العملية قائلا: « الوجه النهائي هو استيفاء كل هذه البيانات، مما يؤدي إلى إنتاج مجموعتين من الصور، واحدة موضوعية، مع عناصر أكثر تقنية، خالية من الشعر ومع التدرج الرمادي. والأخرى فنية، بتصبغ الجلد والشعر ».

وأفادت الوسيلة الإعلامية البريطانية أن الخبير البرازيلي اختار إعطاء صورة رجل لهذا الهيكل العظمي، لأنه وجد الجمجمة الأكثر قوة وذكورية. إن الجمجمة نفسها هي عبارة عن مركب من حفريات مختلفة، تم إعادة تركيبها، كما يؤكد سيسرو مورايس، بشكل « ممتاز ومتماسك من الناحية التشريحية ». وبحسب معهد ماكس بلانك، تقدم بقايا جبل إيغود « وجها وأسنانًا تبدو وكأنها حديثة، ولكن جمجمة قديمة ».

« فيما يتعلق بتحول الجمجمة بمرور الزمن، فمن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة لسلسلة من التغييرات الجينية التي تؤثر على الاتصال والتنظيم وتطور الدماغ »، وفق المعهد نفسه. وفي تصريح لصحيفة « ذي ميرور »، أشار سيسرو مورايس إلى أوجه التشابه بين جمجمة جبل إيغود وجمجمة سخول الخامس، وهو إنسان عاقل آخر، تم اكتشافه في إسرائيل ويعود تاريخه إلى 180 ألف سنة.

وقد قُدر عمر الحفريات الأولى لجبل إيغود، التي تم اكتشافها خلال سنوات 1960، بـ40 ألف سنة في البداية. وقد تمت إعادة تقييمه في سنوات 1990 بما يتراوح بين 100 ألف و200 ألف سنة، قبل أن تظهر التقنيات الجديدة في عام 2017 أن تاريخها يعود إلى 300 ألف عام.

وبحسب صحيفة « ذي ميرور » دائما، قال جان جاك هوبلين، وهو عالم في معهد ماكس بلانك، حينها: « كنا نظن أن مهد الإنسانية يوجد في شرق أفريقيا منذ 200 ألف عام. لكن كشفت المعطيات الجديدة أن الإنسان العاقل قد انتشر عبر قارة أفريقيا بأكملها منذ حوالي 300 ألف سنة ».

وهذا الاكتشاف يضع المغرب في قلب تاريخ الإنسانية. وتعتبر بقايا جبل إيغود أقدم أعضاء من جنسنا البشري التي تم العثور عليها لحد الآن، حيث يعود تاريخها إلى 350 ألف سنة. وبالمقارنة، فإن أقدم الحفريات الموجودة في أومو كيبيش في إثيوبيا يعود تاريخها إلى 195 ألف سنة.

المصدرعن موقع LE360 بتصرف

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الأخبار العاجلة