12 سنة لمستخدم ببريد المغرب متهم باختلاس خمسة ملايير

12 سنة سجنا نافذا، هو الحكم الذي قضت به غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية البيضاء، في حق مستخدم أمن، متابع بالمشاركة في اختلاس أموال عامة موضوعة تحت يده بمقتضى وظيفته، أو بسببها والتزوير في محرر بنكي، وقضت بأدائه غرامة 100 ألف درهم، في حين أدانت المتهمين (المدير العام والمدير المالي بالنيابة) المتابعين في الملف نفسه، بسنة حبسا نافذا لكل واحد منهما وغرامة 40 ألف درهم، بعد أن أعادت تكييف التهم الموجهة إليهما من اختلاس أموال عامة موضوعة تحت يده بمقتضى وظيفته أو بسببها، و التزوير في محرر بنكي والمشاركة في ذلك، إلى جنحة الإهمال الخطير طبقا للفصل 242 مكرر من القانون الجنائي بعد إعادة التكييف، مع تحميل جميع المتهمين المصاريف والإكراه البدني في الأدنى. وفي الدعوى المدنية بالحكم على جميع المتهمين تضامنا في ما بينهم بإرجاعهم لفائدة المطالبين بالحق المدني مبلغ 55.391.849,83 درهما، وبأدائهم تضامنا لفائدة شركة تعويضا إجماليا قدره 3.000.000,00 درهم، مع تحميلهم المصاريف والإكراه البدني، في الأدنى ورفض ما عدا ذلك.
الحكم الذي صدر “أخيرا” يأتي بعد 22 جلسة محاكة انطلقت منذ نونبر 2022، في ملف يتابع فيه مدير عام بريد المغرب والمدير المالي بالنيابة وساعي بريد، بشأن الاختلاسات التي طالت 5 ملايير، وهي التهم التي حاول المتهمون خلال جلسات المحاكمة نفيها، رغم أن التقارير تفيد غير ذلك وتؤكد عمليات الاختلاسات، إذ أكد المدير العام المتابع في الملف، أنه هو من اكتشف الاختلاسات، حين توصل من الموردين بإشعارات بعدم توصلهم بمستحقاتهم ل 2020، وقدم تقريرا مفصلا حولها، مشيرا إلى أن شكوكا في الموضوع دفعته إلى القيام بعملية افتحاص لجميع الحسابات الشهرية والسنوية، اتضح من خلالها الاختلاسات.
النفي والتهرب من المسؤولية، جاءا أيضا ضمن أجوبة المدير المالي بالنيابة، خلال الاستماع إليه من قبل هيأة المحكمة، إذ أكد أن الوثائق الإدارية التي تم فيها الاختلاس، والتي وقدمها المدير العام أمام قاضي التحقيق، كلها مزورة، ولم يسبق له أن وضع يده على وثيقة فيها اختلاس، مشيرا إلى أن التوقيع المنسوب إليه في بعض الوثائق مزور.
وأوضح المتهم، أنه لا تربطه أي علاقة أو صداقة بالمتهم الثالث في الملف ساعي البريد، باعتباره أنه يشغل منصب مدير مالي بالمقر الرئيسي ببوسكورة، والمتهم يشتغل ساعي بريد بعين السبع، مؤكدا أن تقرير المفتشية والكشوفات الحسابية التي استند عليها في تسطير المتابعة، مزورة.